" صفحة رقم ٧٧ "
كقوله
) اهدنا الصراط المستقيم ( ووجه آخر وهو أنه سماهم عند مشارفتهم لإكتساء لباس التقوى متقين كقول رسول الله ( ﷺ )
١٢ ( من قتل قتيلا فله سلبه )
وعن إبن عباس
١٣ ( اذا أراد أحدكم الحج فليعجل فإنه يمرض المريض وتضل الضالة وتكون الحاجة )
فسمى المشارف للقتل والمرض والضلال قتيلا ومريضا وضالا
ومنه قوله تعالى
) ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ( نوح ٢٧ أي صائرا إلى الفجور والكفر
فإن قلت فهلا قيل هدى للضالين قلت لأن الضالين فريقان فريق علم بقاؤهم على الضلالة وهم المطبوع على قلوبهم وفريق علم ان مصيرهم إلى الهدى فلا يكون هدى للفريق الباقين على الضلالة فبقى ان يكون هدى لهؤلاء فلو جيء بالعبارة المفصحة عن ذلك لقيل هدى للصائرين إلى الهدى بعد الضلال فاختصر الكلام باجرائه على الطريقة التى ذكرنا فقيل هدى للمتقين
وأيضا فقد جعل ذلك سلما إلى تصدير السورة التي هي اولى الزهراوين وسنام القرآن وأول المثاني بذكر اولياء الله والمرتضين من عباده
والمتقي في اللغة إسم فاعل من قولهم وقاه فاتقى
والوقاية فرط الصيانة ومنه فرس واق وهذه الدابة تقي من وجاها اذا أصابه ضلع من غلظ الأرض ورقة الحافر فهو يقي حافره ان يصيبه أدنى شيء يؤلمه
وهو في الشريعة الذي يقي نفسه تعاطي ما يستحق به العقوبة من فعل أو ترك
واختلف في الصغائر وقيل الصحيح أنه