" صفحة رقم ١٠ "
بملك، فإن قال لهم : الدليل أني ملك أني جئت بالقرآن المعجز، وهو ناطق بأني ملك لا بشر كذبوه كما كذبوا محمداً ( ﷺ )، فإذا فعلوا ذلك خذلوا كما هم مخذولون الآن، فهو لبس الله عليهم. ويجوز أن يراد :) وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم ( حينئذ مثل ما يلبسون على أنفسهم الساعة في كفرهم بآيات الله البينة : وقرأ ابن محيصن :( ولبسنا عليهم )، بلام واحدة. وقرأ الزهري :( وللبَّسْنا عليهم ما يلبِّسُون )، بالتشديد.
الأنعام :( ١٠ ) ولقد استهزئ برسل.....
) وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ (
) وَلَقَدِ اسْتُهْزِىء ( تسلية لرسول الله ( ﷺ ) عما كان يلقي من قومه ) فَحَاقَ ( بهم فأحاط بهم الشيء الذي كانوا يستهزؤن به وهو الحق، حيث أهلكوا من أجل الاستهزاء به.
) قُلْ سِيرُواْ فِى الاٌّ رْضِ ثُمَّ انْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( ٧ )
الأنعام :( ١١ ) قل سيروا في.....
فإن قلت : أي فرق بين قوله ) فَانظُرُواْ ( وبين قوله :) ثُمَّ انْظُرُواْ ( ؟ قلت : جعل النظر مسبباً السير في قوله :) فَانظُرُواْ ( فكأنه قيل سيروا لأجل النظر، ولا تسيروا سير الغافلين. وأما قوله :) سِيرُواْ فِى الاْرْضِ ثُمَّ انْظُرُواْ ( فمعناه إباحة السير في الأرض للتجارة وغيرها من المنافع وإيجاب النظر في آثار الهالكين. ونبه على ذلك بثم، لتباعد ما بين الواجب والمباح.
) قُل لِّمَن مَّا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ( ٧ )
الأنعام :( ١٢ ) قل لمن ما.....
) لّمَن مَّا فِى السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ( سؤال تبكيت، و ) قُل لِلَّهِ ( تقرير لهم، أي هو لله لا خلاف بيني وبينكم، ولا تقدرون أن تضيفوا شيئاً منه إلى غيره ) كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ( أي أوجبها على ذاته في هدايتكم إلى معرفته، ونصب الأدلة لكم على توحيده بما أنتم مقرون به من خلق السماوات الأرض، ثم أوعدهم على إغفالهم النظر وإشراكهم به من لا يقدر على خلق شيء بقوله ) لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ( فيجازيكم على إشراككم. وقوله :) الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم ( نصب على الذم، أو رفع : أي أريد الذين خسروا أنفسهم، أو أنتم الذين خسروا أنفسهم. فإن قلت : كيف جعل عدم إيمانهم مسبباً عن خسرانهم، والأمر على العكس ؟ قلت : معناه : الذين خسروا أنفسهم في علم الله :


الصفحة التالية
Icon