" صفحة رقم ١١٧ "
هامدين لا يتحركون موتى. يقال : الناس جثم، أي قعود لا حراك بهم ولا ينبسون نبسة. ومنه المجثمة التي جاء النهي عنها، وهي البهيمة تربط وتجمع قوائمها لترمى
. وعن جابر : أن النبيّ ( ﷺ ) لما مرّ بالحجر قال :
( ٣٩٤ ) ( لا تسألوا الآيات، فقد سألها قوم صالح فأخذتهم الصيحة، فلم يبق منهم إلاّ رجل واحد كان في حرم الله. قالوا من هو ؟ قال : ذاك أبو رغال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه )، وروى : أنّ صالحاً كان بعثه إلى قوم فخالف أمره. وروى : أنه عليه السلام مرّ بقبر أبي رغال فقال :
( ٣٩٥ ) ( أتدرون من هذا ) ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. فذكر قصة أبي رغال، وأنه دفن ههنا ودفن معه غصن من ذهب، فابتدروه وبحثوا عنه بأسيافهم فاستخرجوا الغصن. ) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ ( الظاهر أنه كان مشاهداً لما جرى عليهم، وأنه تولى عنهم بعدما أبصرهم جاثمين، تولى مغتم متحسر على ما فاته من إيمانهم يتحزن لهم ويقول يا قوم لقد بذلت فيكم وسعي ولم آل جهداً في إبلاغكم والنصيحة لكم ولكنكم ) لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ( ويجوز أن يتولى عنهم تولي ذاهب عنهم، منكر لإصرارهم حين رأى العلامات قبل نزول العذاب. وروى : أنّ عقرهم الناقة كان يوم الأربعاء، ونزل بهم العذاب يوم السبت. وروى أنه خرج في مائة وعشرة من المسلمين وهو يبكي، فالتفت فرأى الدخان ساطعاً فعلم أنهم قد