" صفحة رقم ١٢ "
كقولك : إن أطعمت زيداً من جوعه فقد أحسنت إليه ؟ تريد : فقد أتممت الإحسان إليه أو، فقد أدخله الجنة، لأن من لم يعذب لم يكن له بدّ من الثواب. وقرىء :( من يَصْرِفْ عنه ) على البناء للفاعل، والمعنى : من يصرف الله عنه في ذلك اليوم فقد رحمه، بمعنى : من يدفع الله عنه. ويحفظه، وقد علم من المدفوع عنه. وترك ذكر المصروف ؛ لكونه معلوماً أو مذكوراً قبله وهو العذاب. ويجوز أن ينتصب يومئذ يصرف انتصاب المفعول به، أي من يصرف الله عنه ذلك اليوم : أي هوله، فقد رحمه. وينصر هذه القراءة قراءة أبيّ رضي الله عنه : من يصرف الله عنه.
) وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدُيرٌ ( ٧ )
الأنعام :( ١٧ ) وإن يمسسك الله.....
) وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرّ ( من مرض أو فقر أو غير ذلك من بلاياه، فلا قادر على كشفه إلا هو ) وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ ( من غنى أو صحة ) فَهُوَ عَلَى كُلّ شَىْء قَدُيرٌ ( فكان قادراً على إدامته أو إزالته.
) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (
الأنعام :( ١٨ ) وهو القاهر فوق.....
فَوْقَ عِبَادِهِ ( تصوير للقهر والعلوّ بالغلبة والقدرة، كقوله :) وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ( ( الأعراف : ١٢٧ ) الشيء أعم العام لوقوعه على كل ما يصح أن يعلم ويخبر عنه، فيقع على القديم والجرم والعرض والمحال والمستقيم. ولذلك صحّ أن يقال في الله عزّ وجلّ : شيء لا كالأشياء، كأنك قلت : معلوم لا كسائر المعلومات، ولا يصح : جسم لا كالأجسام.
) قُلْ أَىُّ شَىْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بِيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَاذَا الْقُرْءَانُ لاٌّ نذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ