" صفحة رقم ١٣ "
لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَاهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِى بَرِىءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (
الأنعام :( ١٩ ) قل أي شيء.....
وأراد : أي شهيد ) أَكْبَرُ شَهَادةً ( فوضع شيئاً مقام شهيد ليبالغ في التعميم ) قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بِيْنِى وَبَيْنَكُمْ ( يحتمل أن يكون تمام الجواب عند قوله :) قُلِ اللَّهُ ( بمعنى الله أكبر شهادة، ثم ابتدىء ) شَهِيدٌ بِيْنِى وَبَيْنَكُمْ ( أي هو شهيد بيني وبينكم، وأن يكون ) اللَّهِ شَهِيدٌ بِيْنِى وَبَيْنَكُمْ ( هو الجواب، لدلالته على أنّ الله عزّ وجلّ إذا كان هو الشهيد بينه وبينهم، فأكبر شيء شهادة شهيد له ) وَمَن بَلَغَ ( عطف على ضمير المخاطبين من أهل مكة. أي : لأنذركم به وأنذر كل من بلغه القرآن من العرب والعجم. وقيل : من الثقلين. وقيل : من بلغه إلى يوم القيامة. وعن سعيد بن جبير : من بلغه القرآن فكأنما رأى محمداً ( ﷺ ) ) أَءنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ ( تقرير لهم مع إنكار واستبعاد ) قُل لاَّ أَشْهَدُ ( شهادتكم.
) الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِأايَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( ٧ )
الأنعام :( ٢٠ - ٢١ ) الذين آتيناهم الكتاب.....
) الَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ( يعني اليهود والنصارى يعرفون رسول الله ( ﷺ ) بحليته ونعته الثابت في الكتابين معرفة خالصة ) كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ ( بحلاهم ونعوتهم لا يخفون عليهم ولا يلتبسون بغيرهم. وهذا استشهاد لأهل مكة بمعرفة أهل الكتاب به وبصحة نبوّته. ثم قال :) الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم ( من المشركين من أهل الكتاب الجاحدين ) فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ( به، جمعوا بين أمرين متناقضين، فكذبوا على الله بما لا حجة عليه، وكذبوا بما ثبت بالحجة البينة، والبرهان الصحيح، حيث قالوا :) لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ ىَابَاؤُنَا ( ( الأنعام : ١٤٨ ) وقالوا :) وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ( ( الأعراف : ٢٨ ) وقالوا :) الْمَلَائِكَةَ بَنَاتٍ اللَّهِ ( ( يونس : ١٨ ) و ) هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ( ( يونس : ١٨ ) ونسبوا إليه تحريم البحائر والسوائب، وذهبوا فكذبوا القرآن والمعجزات، وسموها سحراً، ولم يؤمنوا بالرسول ( ﷺ ).
) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (
الأنعام :( ٢٢ ) ويوم نحشرهم جميعا.....
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ ( ناصبه محذوف تقديره : ويوم نحشرهم كان كيت وكيت، فترك ليبقى على الإبهام الذي هو داخل في التخويف ) أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ ( أي آلهتكم التي جعلتموها شركاء لله. وقوله :) الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ( معناه تزعمونهم شركاء، فحذف المفعولان. وقرىء :( يحشرهم ). ( ثم يقول ) : بالياء فيهما. وإنما يقال لهم ذلك على وجه التوبيخ، ويجوز أن يشاهدوهم، إلا أنهم حين لا ينفعونهم ولا يكون منهم ما رجوا من الشفاعة. فكأنهم غيب عنهم، وأن يحال بينهم وبينهم في وقت التوبيخ ليفقدوهم في الساعة التي علقوا بهم الرجاء