" صفحة رقم ١٢٠ "
المطر، كقولهم : غاثتهم ووبلتهم وجادتهم ورهمتهم. ويقال : أمطرت عليهم كذا، بمعنى أرسلته عليهم إرسال المطر ) فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السَّمَاء ( ( الأنفال : ٣٢ )، ) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مّن سِجّيلٍ ( ( هود : ٨٢ ). ومعنى ) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا ( وأرسلنا عليهم نوعاً من المطر عجيباً يعني الحجارة. ألا ترى إلى قوله :) فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ( ( الأعراف : ٨٤ ).
) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَاهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الاٌّ رْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذالِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ ءامَنُواْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (
الأعراف :( ٨٥ ) وإلى مدين أخاهم.....
كان يقال لشعيب عليه السلام خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه وكانوا أهل بخس للمكاييل والموازين ) قَدْ جَاءتْكُم بَيّنَةٌ مّن رَّبّكُمْ ( معجزة شاهدة بصحة نبوّتي أوجبت عليكم الإيمان بي والأخذ بما آمركم به والانتهاء عما أنهاكم عنه، فأوفوا ولا تبخسوا. فإن قلت : ما كانت معجزته ؟ قلت : قد وقع العلم بأنه كانت له معجزة، لقوله :) قَدْ جَاءتْكُم بَيّنَةٌ مّن رَّبّكُمْ ( ولأنّه لا بدّ لمدعي النبوّة من معجزة تشهد له وتصدقه، وإلاّ لم تصحّ دعواه، وكان متنبئاً لا نبياً غير أنّ معجزته لم تذكر في القرآن كما لم تذكر أكثر معجزات نبينا ( ﷺ ) فيه. ومن معجزات شعيب عليه السلام : ما روي من محاربة عصى موسى عليه السلام التنين حين دفع إليه غنمه. وولادة الغنم الدرع خاصة حين وعده أن تكون له الدرع من أولادها، ووقوع عصى آدم عليه السلام على يده في المرات السبع، وغير ذلك من الآيات ؛ لأنّ هذه كلها كانت قبل أن يستنبأ موسى عليه السلام، فكانت معجزات لشعيب. فإن قلت : كيف قيل :) الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ ( وهلا قيل : المكيال والميزان، كما في سورة هود عليه السلام ؟ قلت : أريد بالكيل : آلة الكيل وهو المكيال، أو سمي ما يكال به الكيل، كما قيل : العيش، لما يعاش به. أو أريد : فأوفوا الكيل ووزن الميزان. ويجوز أن يكون الميزان كالميعاد والميلاد بمعنى المصدر، ويقال : بخسته حقه : إذا نقصته إياه. ومنه، قيل للمكس : البخس، وفي أمثالهم : تحسبها حمقاء وهي باخس. وقيل :) أَشْيَاءهُمْ ( لأنهم كانوا يبخسون الناس كل شيء في مبايعاتهم، أو كانوا مكاسين لا يدعون شيئاً إلاّ مكسوه كما يفعل أمراء الحرمين. وروى : أنهم كانوا إذا دخل الغريب