" صفحة رقم ١٤٧ "
والدقُّ أخوان كالشك والشقِّ وقُرىء :( دكاء ) والدكاء اسم للرابية الناشزة من الأرض كالدكّة أو أرضاً دكاء مستوية. ومنه قولهم : ناقة دكاء متواضعة السنام، وعن الشعبي : قال لي الربيع بن خثيم : ابسط يدك دكاء، أي مدّها مستوية. وقرأ يحيى بن وثاب :( دكاً ) أي قطعاً دكا جمع دكاء ) وَخَرَّ موسَى صَعِقًا ( من هول ما رأى. وصعق من باب : فعلته ففعل. يقال صعقته. وأصله من الصاعقة. ويقال لها الصاقعة. من صقعه إذا ضربه على رأسه ومعناه : خرّ مغشياً عليه غشية كالموت. وروي : أنّ الملائكة مرّت عليه وهو مغشي عليه فجعلوا يلكزونه بأرجلهم ويقولون : يا ابن النساء الحيض أطمعت في رؤية رب العزّة ؟ ) فَلَمَّا أَفَاقَ ( من صعقته ) قَالَ سُبْحَانَكَ ( أنزهك مما لا يجوز عليك من الرؤية وغيرها ) تُبْتُ إِلَيْكَ ( من طلب الرؤية ) وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( بأنك لست بمرئيّ ولا مدرك بشيء من الحواس. فإن قلت : فإن كان طلب الرؤية للغرض الذي ذكرته، فممّ تاب ؟ قلت : من إجرائه تلك المقالة العظيمة وإن كان لغرض صحيح على لسانه، من غير إذن فيه من الله تعالى، فانظر إلى إعظام الله تعالى أمر الرؤية في هذه الآية، وكيف أرجف الجبل بطالبها وجعله دكاً، وكيف أصعقهم ولم يخل كليمه من نفيان ذلك مبالغة في إعظام الأمر، وكيف سبح ربه ملتجئاً إليه، وتاب من إجراء تلك الكلمة على لسانه وقال أنا أول المؤمنين، ثم تعجب من المتسمين بالإسلام المتسمين بأهل السنّة والجماعة كيف اتخذوا هذه العظيمة


الصفحة التالية
Icon