" صفحة رقم ١٩٠ "
وما فيها. وقرىء :( بكلمته )، على التوحيد.
) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (
الأنفال :( ٨ ) ليحق الحق ويبطل.....
فإن قلت : بم يتعلق قوله :) لِيُحِقَّ الْحَقَّ ( ؟ قلت : بمحذوف تقديره : ليحق الحق ويبطل الباطل فعل ذلك، ما فعله إلا لهما. وهو إثبات الإسلام وإظهاره، وإبطال الكفر ومحقه. فإن قلت : أليس هذا تكريراً ؟ قلت : لا، لأنّ المعنيين متباينان، وذلك أنّ الأوّل تمييز بين الإرادتين وهذا بيان لغرضه فيما فعل من اختيار ذات الشوكة على غيرها لهم ونصرتهم عليها، وأنه ما نصرهم ولا خذل أولئك إلا لهذا الغرض الذي هو سيد الأغراض. ويجب أن يقدّر المحذوف متأخراً حتى يفيد معنى الاختصاص فينطبق عليه المعنى : وقيل : قد تعلق بيقطع.
) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (
الأنفال :( ٩ ) إذ تستغيثون ربكم.....
فإن قلت بم يتعلق ) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ ( ؟ قلت : هو بدل من ) إِذْ يَعِدُكُمُ ( ( الأنفال : ٧ ) وقيل بقوله :) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ( واستغاثتهم أنهم لما علموا أنه لا بدّ من القتال، طفقوا يدعون الله ويقولون : أي ربنا انصرنا على عدوّك، يا غياث المستغيثين أغثنا. وعن عمر رضي الله عنه :
( ٤١٤ ) أن رسول الله ( ﷺ ) نظر إلى المشركين وهم ألف، وإلى أصحابه وهم ثلثمائة، فاستقبل القبلة ومدّ يديه يدعو :( اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض فما زال كذك حتى سقط رداؤه فأخذه أبو بكر رضي الله عنه فألقاه على منكبه والتزمه من ورائه، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك ) أَنّي مُمِدُّكُمْ ( أصله بأني ممدكم، فحذف الجار وسلط عليه استجاب فنصب محله. وعن أبي عمرو أنه قرأ :( إني ممدكم ) بالكسر، على ارادة القول، أو على إجراء استجاب مجرى ) قَالَ ( لأنّ الاستجابة من القول. فإن قلت : هل قاتلت الملائكة يوم بدر ؟ قلت : اختلف فيه، فقيل :
( ٤١٥ ) نزل جبريل في يوم بدر في خمسمائة ملك على الميمنة وفيها أبو بكر، وميكائيل في خمسمائة على الميسرة وفيها عليّ بن أبي طالب في صور الرجال، عليهم