" صفحة رقم ١٩١ "
ثياب بيض وعمائم بيض وقد أرخوا أذنابها بين أكتافهم. فقاتلت : وقيل : قاتلت يوم بدر ولم تقاتل يوم الأحزاب ويوم حنين. وعن أبي جهل أنه قال لابن مسعود : من أين كان ذلك الصوت الذي كنا نسمع ولا نرى شخصاً ؟ قال : من الملائكة، فقال أبو جهل : هم غلبونا لا أنتم : وروي :
( ٤١٦ ) أنّ رجلاً من المسلمين بينما هو يشتد في أثر رجل من المشركين : إذ سمع صوت ضربة بالسوط فوقه، فنظر إلى المشرك قد خر مستلقياً وشقّ وجهه، فحدث الأنصاري رسول الله ( ﷺ ) فقال :( صدقت ذاك من مدد السماء ). وعن أبي داود المازني : تبعت رجلاً من المشركين لأضربه يوم بدر فوقع رأسه بين يدي قبل أن يصل إليه سيفي، وقيل : لم يقاتلوا وإنما كانوا يكثرون السواد ويثبتون المؤمنين، وإلا فملك واحد كاف في إهلاك أهل الدنيا كلهم، فإنّ جبريل عليه السلام أهلك بريشة من جناحه مدائن قوم لوط، وأهلك بلاد ثمود قوم صالح بصيحة واحدة. وقرىء ( مردفين ) بكسر الدال وفتحها، من قولك : ردفه إذا تبعه. ومنه قوله تعالى :) رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِى تَسْتَعْجِلُونَ ( ( النمل : ٧٢ ) بمعنى ردفكم. وأردفته إياه : إذا أتبعته. ويقال : أردفته، كقولك أتبعته، إذا جئت بعده، فلا يخلو المكسور الدال من أن يكون بمعنى متبعين، أو متبعين، فإن كان بمعنى متبعين فلا يخلو من أن يكون بمعنى : متبعين بعضهم بعضاً، أو متبعين بعضهم لبعض، أو بمعنى : متبعين إياهم المؤمنين، أي يتقدمونهم فيتبعونهم أنفسهم، أو متبعين لهم يشيعونهم ويقدمونهم بين أيديهم وهم على ساقتهم، ليكونوا على أعينهم وحفظهم. أو بمعنى متبعين أنفسهم ملائكة أخرين، أو متبعين غيرهم من الملائكة : ويعضد هذا الوجه قوله تعالى في سورة آل عمران :) بِثَلاَثَةِ ءالاَفٍ مّنَ الْمَلَئِكَةِ مُنزَلِينَ ( ( آل عمران : ١٢٤ ). ) بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ الْمَلَئِكَةِ مُسَوّمِينَ ( ( آل عمران : ١٢٥ ومن قرأ :( مردفين ) بالفتح فهو بمعنى متبعين أو متبعين. وقرىء ( مردّفين )، بكسر الراء وضمها وتشديد الدال : وأصله مرتدفين، أي مترادفين أو متبعين، من ارتدفه، فأدغمت تاء الافتعال في الدال، فالتقى ساكنان فحرّكت الراء بالكسر على الأصل، أو على إتباع