" صفحة رقم ١٩٨ "
َ مُوهِنُ ( معطوف على ذلكم. يعني : أن الغرض إبلاء المؤمنين وتوهين كيد الكافرين. وقرىء :( موهن )، بالتشديد. وقرىء على الإضافة، وعلى الأصل الذي هو التنوين والإعمال.
) إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ( ٧ )
الأنفال :( ١٩ ) إن تستفتحوا فقد.....
) إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ ( خطاب لأهل مكة على سبيل التهكم، وذلك أنهم حين أرادوا أن ينفروا تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهمّ انصر أقراناً للضيف وأوصلنا للرحم وأفكنا للعاني، إن كان محمد على حق فانصره، وإن كنا على حق فانصرنا. وروي : أنهم قالوا : اللهم انصر أعلى الجندين، وأهدي الفئتين، وأكرم الحزبين. وروي أنّ أبا جهل قال يوم بدر : اللهمّ أينا كان أهجر وأقطع للرحم فأحنه اليوم، أي فأهلكه. وقيل :) إِن تَسْتَفْتِحُواْ ( خطاب للمؤمنين ) وَإِن تَنتَهُواْ ( خطاب للكافرين، يعني : وإن تنتهوا عن عداوة رسول الله ( ﷺ ) ) فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ( وأسلم ) وَإِن تَعُودُواْ ( لمحاربته ) نَعُدْ ( لنصرته عليكم ) تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ ( قرىء بالفتح على : ولأن الله معين المؤمنين كان ذلك وقرىء بالكسر، وهذه أوجه. ويعضدها قراءة ابن مسعود ( والله مع المؤمنين ) وقرىء ( ولن يغني عنكم ) بالياء للفصل.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ( ٧ )
الأنفال :( ٢٠ ) يا أيها الذين.....
) وَلاَ تَوَلَّوْاْ ( قرىء بطرح إحدى التاءين وإدغامها، والضمير في ) عَنْهُ ( لرسول الله ( ﷺ )، لأنّ المعنى : وأطيعوا رسول الله كقوله : الله ورسوله أحق أن يرضوه، ولأنّ طاعة الرسول وطاعة الله شيء واحد ) مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ( ( النساء : ٨ ) فكأن رجوع الضمير إلى أحدهما كرجوعه إليهما، كقولك : الإحسان والإجمال لا ينفع في فلان. ويجوز أن يرجع إلى الأمر بالطاعة، أي : ولا تولوا عن هذا الأمر وامتثاله وأنتم تسمعونه. أو ولا تتولوا عن رسول الله ( ﷺ ) ولا تخالفوه ) وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ( أي تصدقون لأنكم مؤمنون لستم كالصمّ المكذبين من الكفرة ) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا ( أي ادّعوا السماع ) وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ( لأنهم ليسوا بمصدّقين فكأنهم غير سامعين. والمعنى : أنكم تصدّقون بالقرآن والنبوة، فإذا توليتم عن طاعة الرسول في بعض الأمور من قسمة الغنائم وغيرها، كان تصديقكم كلا تصديق، وأشبه سماعكم سماع من لا يؤمن. ثم قال :) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابّ ( أي إن شر من يدب على وجه الأرض. وإنّ شر البهائم الذين هم