" صفحة رقم ٢٠ "
ولكنهم أهانوني ) عَلَى مَا كُذّبُواْ وَأُوذُواْ ( على تكذيبهم وإيذائهم ) وَلاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ( لمواعيده من قوله :) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ( ( الصافات : ١٧١ ) ) وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ( بعض أنبائهم وقصصهم وما كابدوا من مصابرة المشركين.
) وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِن اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِىَ نَفَقاً فِى الاٌّ رْضِ أَوْ سُلَّماً فِى السَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِأايَةٍ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (
الأنعام :( ٣٥ ) وإن كان كبر.....
كان يكبر على النبي ( ﷺ ) كفر قومه وإعراضهم عما جاء به فنزل :) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ ( ( الشعراء : ٣ )، ) إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ ( ( القصص : ٥٦ )، ) وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِن اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِىَ نَفَقاً فِى الاْرْضِ ( منفذاً تنفذ فيه إلى ما تحت الأرض حتى تطلع لهم آية يؤمنون بها ) أَوْ سُلَّماً فِى السَّمَاء فَتَأْتِيَهُمْ ( منها ) بِأايَةٍ ( فافعل. يعني أنك لا تستطيع ذلك. والمراد بيان حرصه على إسلام قومه وتهالكه عليه، وأنه لو استطاع أن يأتيهم بآية من تحت الأرض أو من فوق السماء لأتى بها رجاء إيمانهم. وقيل : كانوا يقترحون الآيات فكان يودُّ أن يجابوا إليها لتمادي حرصه على إيمانهم. فقيل له : إن استطعت ذلك فافعل، دلالة على أنه بلغ من حرصه أنه لو استطاع ذلك لفعله حتى يأتيهم بما اقترحوا من الآيات لعلهم يؤمنون. ويجوز أن يكون ابتغاء النفق في الأرض أو السلم في السماء هو الإتيان بالآية، كأنه قيل : لو استطعت النفوذ إلى ما تحت الأرض أو الرقي إلى السماء لفعلت، لعل ذلك يكون لك آية يؤمنون عندها. وحذف جواب ( أن ) كما تقول إن شئت أن تقوم بنا إلى فلان نزوره ولو شاء إليه لجمعهم عل الهدى بأن يأتيهم بآية ملجئة، ولكنه لا يفعل لخروجه عن الحكمة ) فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( من الذين يجهلون ذلك ويرومون ما هو خلافه ) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ( يعني أن الذين تحرص على أن يصدّقوك بمنزلة الموتى الذين لا يسمعون، وإنما يستجيب من يسمع، كقوله :) إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى ( ( النمل : ٨٠ )