" صفحة رقم ٢٠٧ "
من كان براً تقياً، فكيف بالكفرة عبدة الأصنام ) وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ( كأنه استثنى من كان يعلم وهو يعاند ويطلب الرياسة. أو أراد بالأكثر : الجميع، كما يراد بالقلة : العدم.
) وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (
الأنفال :( ٣٥ ) وما كان صلاتهم.....
المكاء : فعال بوزن الثغاء والرغاء، من مكا يمكو إذا صفر : ومنه المكاء، كأنه سمي بذلك لكثرة مكائه. وأصله الصفة، نحو الوضاء والفراء. وقرىء :( مكا بالقصر. ونظيرهما البكي والبكاء. والتصدية : التصفيق، تفعلة من الصدى أو من صدَّ يصدّ، ) إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( ( الزخرف : ٥٧ ) وقرأ الأعمش :( وما كان صلاتهم ) بالنصب على تقديم خبر كان على اسمه، فإن قلت : ما وجه هذا الكلام ؟ قلت : هو نحو من قوله : وَمَا كُنْتُ أخْشَى أنْ يَكُونَ عَطَاؤُه
أدَاهَمِ سُوداً أوْ مُحَدْرَجَةً سُمْراً
والمعنى أنه وضع القيود والسياط موضع العطاء، ووضعوا المكاء والتصدية موضع الصلاة، وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة : الرجال والنساء، وهم مشبكون بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون، وكانوا يفعلون نحو ذلك إذا قرأ رسول الله ( ﷺ ) في صلاته يخلطون عليه ) فَذُوقُواْ ( عذاب القتل والأسر يوم بدر، بسبب كفركم وأفعالكم التي لا يقدم عليها إلا الكفرة.
) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِى جَهَنَّمَ أُوْلَائِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (
الأنفال :( ٣٦ ) إن الذين كفروا.....
قيل : نزلت في المطعمين يوم بدر، كان يطعم كل واحد منهم كلّ يوم عشر جزائر. وقيل : قالوا لكل من كان له تجارة في العير : أعينوا بهذا المال على حرب محمد، لعلنا ندرك منه ثأرنا بما أصيب منا ببدر. وقيل : نزلت في أبي سفيان وقد استأجر ليوم أحد ألفين من الأحابيش سوى من استجاش من العرب، وأنفق عليهم أربعين أوقية. والأوقية اثنان وأربعون مثقالاً ) لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ( أي كان غرضهم في الإنفاق الصدّ عن اتباع محمد وهو سبيل الله، وإن لم يكن عندهم كذلك ) ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ( أي


الصفحة التالية
Icon