" صفحة رقم ٢٣١ "
المشركين وأنه منبوذ إليهم. فإن قلت : لم علقت البراءة بالله ورسوله والمعاهدة بالمسلمين ؟ قلت : قد أذن الله في معاهدة المشركين أوّلاً فاتفق المسلمون مع رسول الله ( ﷺ ) وعاهدوهم، فلما نقضوا العهد أوجب الله تعالى النبذ إليهم، فخوطب المسلمون بما نجدّد من ذلك فقيل لهم : اعلموا أنّ الله ورسوله قد برئا مما عاهدتم به المشركين. وروي أنهم عاهدوا المشركين من أهل مكة وغيرهم من العرب، فنكثوا إلا ناساً منهم وهم بنو ضمرة وبنو كنانة فنبذ العهد إلى الناكثين، وأمروا أن يسيحوا في الأرض أربعة أشهر آمنين أين شاؤا لا يتعرض لهم، وهي الأشهر الحرم في قوله :) فَإِذَا انسَلَخَ الاشْهُرُ الْحُرُمُ ( وذلك لصيانة الأشهر الحرم من القتل والقتال فيها.
( ٤٤١ ) وكان نزولها سنة تسع من الهجرة وفتح مكة سنة ثمان، وكان الأمين فيها عتاب بن أسيد، فأمّر رسول الله ( ﷺ ) أبا بكر رضي الله عنه على موسم سنة تسع، ثم أتبعه علياً رضي الله عنه راكب العضباء ليقرأها على أهل الموسم، فقيل له : لو بعثت بها إلى أبي بكر رضي الله عنه ؟ فقال : لا يؤدي عني إلا رجل مني، فلما دنا عليّ سمع أبو بكر الرغاء، فوقف، وقال : هذا رغاء ناقة رسول الله ( ﷺ )، فلما لحقه قال : أمير أو مأمور ؟ قال : مأمور. وروي :
( ٤٤٢ ) أنّ أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبريل عليه السلام فقال : يا محمد، لا يبلغنّ رسالتك إلا رجل منك، فأرسل علياً، فرجع أبو بكر رضي الله عنهما إلى


الصفحة التالية
Icon