" صفحة رقم ٢٣٤ "
عن التوبة، أو ثبتم على التولي والإعراض عن الإسلام والوفاء فاعلموا أنكم غير سابقين الله تعالى ولا فائتين أخذه وعقابه.
) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (
التوبة :( ٤ ) إلا الذين عاهدتم.....
فإن قلت : مم استثنى قوله ) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ ( ؟ قلت : وجهه أن يكون مستثنى من قوله :) فَسِيحُواْ فِى الاْرْضِ ( ( التوبة : ٢ ) لأن الكلام خطاب للمسلمين. ومعناه : براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين. فقولوا لهم سيحوا، إلا الذين عاهدتم منهم ثم لم ينقضوا فأتموا إليهم عهدهم والاستثناء بمعنى الاستدراك، وكأنه قيل بعد أن أمروا في الناكثين، ولكن الذين لم ينكثوا فأتموا عليهم عهدهم، ولا تجروهم مجراهم، ولا تجعلوا الوفيَّ كالغادر ) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ( يعني أنّ قضية التقوى أن لا يسوّي بين القبيلين فاتقوا الله في ذلك ) لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً ( لم يقتلوا منكم أحداً ولم يضروكم قط ) وَلَمْ يُظَاهِرُواْ ( ولم يعاونوا ) عَلَيْكُمْ ( عدوّاً، كما عدت بنو بكر على خزاعة عيبة رسول الله ( ﷺ )، وظاهرتهم قريش بالسلاح حتى وفد عمرو بن سالم الخزاعي على رسول الله ( ﷺ ) فأنشد : لاَهُمَّ إنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا
حِلْفَ أبِينَا وَأبِيكَ الأتْلَدَا
إن قُرَيْشاً أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا
وَنَقَضُوا ذِمَامكَ الْمُؤَكَّدَا
هُمْ بَيَّتُونَا بِالْحَطِيمِ هُجَّدا
وَقَتَلُونَا رُكَّعاً وَسُجَّدَا


الصفحة التالية
Icon