" صفحة رقم ٢٣٦ "
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : دعوهم وإتيان المسجد الحرام ) إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( يغفر لهم ما سلف من الكفر والغدر.
) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذالِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (
) فِى الاٌّ رْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِى الْكَافِرِينَ ( مرتفع بفعل الشرط مضمراً يفسره الظاهر، تقديره : وإن استجارك أحد استجارك ولا يرتفع بالابتداء، لأنّ ( إن ) من عوامل الفعل لا تدخل على غيره. والمعنى : وإن جاءك أحد من المشركين بعد انقضاء الأشهر لا عهد بينك وبينه ولا ميثاق، فاستأمنك ليسمع ما تدعو إليه من التوحيد والقرآن، وتبين ما بعثت له فأمّنه ) حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ( ويتدبره ويطلع على حقيقة الأمر ) ثُمَّ أَبْلِغْهُ ( بعد ذلك داره التي يأمن فيها إن لم يسلم. ثم قاتله إن شئت من غير غدر ولا خيانة، وهذا الحكم ثابت في كل وقت. وعن الحسن رضي الله عنه : هي محكمة إلى يوم القيامة. وعن سعيد بن جبير : جاء رجل من المشركين إلى عليّ رضي الله عنه فقال : إن أراد الرجل منا أن يأتي محمداً بعد انقضاء هذا الأجل يسمع كلام الله، أو يأتيه لحاجة قتل ؟ قال : لا، لأنّ الله تعالى يقول :) وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ ( الآية. وعن السُدّي والضحاك رضي الله عنهما : هي منسوخة بقوله تعالى :) فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ ( ( التوبة : ٥ ). ) ذالِكَ ( أي ذلك الأمر، يعني الأمر بالإجارة في قوله :) فَأَجِرْهُ (. ) ب ( سبب ) يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ( قوم جهلة ) لاَّ يَعْلَمُونَ ( ما الإسلام وما حقيقة ما تدعو إليه، فلا بدّ من إعطائهم الأمان حتى يسمعوا ويفهموا الحق.
) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (
التوبة :( ٧ ) كيف يكون للمشركين.....
كَيْفَ ( استفهام في معنى الاستنكار والاستبعاد ؛ لأن يكون للمشركين عهد عند رسول الله ( ﷺ )، وهم أضداد وغرة صدورهم، يعني : محال أن يثبت لهؤلاء عهد فلا تطمعوا في ذلك ولا تحدثوا به نفوسكم ولا تفكروا في قتلهم. ثم استدرك ذلك بقوله :) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ ( أي ولكن الذين عاهدتم منهم ) عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ( ولم يظهر منهم نكث كبني كنانة وبني ضمرة، فتربصوا أمرهم ولا تقاتلوهم ) فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ ( على


الصفحة التالية
Icon