" صفحة رقم ٢٤٨ "
بالأحساب شيئاً، فقام رسول الله ( ﷺ ) فقال :( إنّ هؤلاء جاؤوا مسلمين، وإنا خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب شيئاً، فمن كان بيده شيء طابت نفسه أن يردّه فشأنه، ومن لا فليعطنا وليكن قرضاً علينا حتى نصيب شيئاً فنعطيه مكانه. قالوا : رضينا وسلمنا، فقال : إني لا أدري لعل فيكم من لا يرضى، فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا، فرفعت إليه العرفاء أن قد رضوا.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَاذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَآءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (
التوبة :( ٢٨ ) يا أيها الذين.....
النجس : مصدر، يقال : نجس نجساً، قذر قذراً. ومعناه ذوو نجس ؛ لأنّ معهم الشرك الذي هو بمنزلة النجس، ولأنّهم لا يتطهرون ولا يغتسلون ولا يجتنبون النجاسات، فهي ملابسة لهم. أو جعلوا كأنهم النجاسة بعينها، مبالغة في وصفهم بها. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أعيانهم نجسة كالكلاب والخنازير. وعن الحسن : من صافح مشركاً توضأ. وأهل المذاهب على خلاف هذين القولين. وقرىء :( نجس )، بكسر النون وسكون الجيم على تقدير حذف الموصوف، كأنه قيل : إنما المشركون جنس نجس، أو ضرب نجس، وأكثر ما جاء تابعاً لرجس وهو تخفيف نجس، نحو : كبد، في كبد ) فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ( فلا يحجوا ولا يعتمروا، كما كانوا يفعلون في الجاهلية ) بَعْدَ عَامِهِمْ هَاذَا ( بعد حجّ عامهم هذا وهو عام تسع من الهجرة حين أمّر أبو بكر على الموسم، وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه، ويدلّ عليه قول عليّ كرمّ الله وجهه حين نادى ببراءة : ألا لا يحجّ بعد عامنا هذا مشرك، ولا يمنعون من دخول الحرم والمسجد الحرام وسائر المساجد عندهم. وعند الشافعي : يمنعون من المسجد الحرام خاصة. وعند مالك : يمنعون منه ومن غيره من المساجد. وعن عطاء رضي الله عنه أن المراد بالمسجد الحرام : الحرم، وأن على المسلمين أن لا يمكنوهم من دخوله، ونهي المشركين أن يقربوه راجع إلى نهي


الصفحة التالية
Icon