" صفحة رقم ٢٤٩ "
المسلمين عن تمكينهم منه، وقيل : المراد أن يمنعوا من تولي المسجد الحرام والقيام بمصالحة ويعزلوا عن ذلك ) وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ( أي فقراً بسبب منع المشركين من الحجّ وما كان لكم في قدومهم عليكم من الأرفاق والمكاسب ) فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( من عطائه أو من تفضله بوجه آخر، فأرسل السماء عليهم مدراراً، فأغزر بها خيرهم وأكثر ميرهم وأسلم أهل تبالة وجرش فحملوا إلى مكة الطعام وما يعاش به، فكان ذلك أعود عليهم مما خافوا العيلة لفواته. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : ألقى الشيطان في قلوبهم الخوف وقال : من أين تأكلون ؟ فأمرهم الله بقتال أهل الكتاب وأغناهم بالجزية. وقيل : بفتح البلاد والغنائم. وقرىء :( عائلة )، بمعنى المصدر كالعافية، أو حالاً عائلة. ومعنى قوله :) إِن شَاء ( الله. إن أوجبت الحكمة إغناءكم وكان مصلحة لكم في دينكم ) إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ ( بأحوالكم ) حَكِيمٌ ( لا يعطي ولا يمنع إلاّ عن حكمة وصواب.
) قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الاٌّ خِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (
التوبة :( ٢٩ ) قاتلوا الذين لا.....
) مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ ( بيان للذين مع ما في حيزه. نفى عنهم الإيمان بالله لأنّ اليهود مثنية والنصارى مثلثة. وإيمانهم باليوم الآخر لأنهم فيه على خلاف ما يجب وتحريم ما حرّم الله ورسوله ؛ لأنهم لا يحرمون ما حرم في الكتاب والسنة. وعن أبي روق : لا يعملون بما في التوراة والإنجيل، وأن يدينوا دين الحق، وأن يعتقدوا دين الإسلام الذي هو الحق وما سواه الباطل. وقيل : دين الله، يقال : فلان يدين بكذا إذا اتخذه دينه ومعتقده. سميت جزية ؛ لأنها طائفة مما على أهل الذمة أن يجزوه أي يقضوه، أو لأنّهم يجزون بها من منّ عليهم بالإعفاء عن القتل ) عَن يَدٍ ( إما أن يراد يد المعطي أو الآخذ فمعناه على إرادة يد المعطي حتى يعطوها عن يد : أي عن يد مؤاتية غير ممتنعة لأنّ من أبى وامتنع لم يعط يده، بخلاف المطيع المنقاد، ولذلك قالوا : أعطى بيده. إذا انقاد وأصحب. ألا ترى إلى قولهم : نزع يده عن الطاعة، كما يقال : خلع ربقة الطاعة عن عنقه، أو حتى يعطوها عن يد إلى يد نقداً غير نسيئة، لا مبعوثاً على يد أحد. ولكن عن يد المعطي إلى