" صفحة رقم ٢٧٩ "
هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني، فقبض رسول الله ( ﷺ )، فجاء بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فلم يقبلها، وجاء إلى عمر رضي الله عنه في خلافته فلم يقبلها، وهلك في زمان عثمان رضي الله عنه. وقرىء :( لنصدّقن ولنكوننْ ) بالنون الخفيفة فيهما ) مّنَ الصَّالِحِينَ ( قال ابن عباس رضي الله عنه : يريد الحجّ ) فَأَعْقَبَهُمْ ( عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما : أن الضمير للبخل. يعني : فأورثهم البخل ) نِفَاقاً ( متمكناً ) فِى قُلُوبِهِمْ ( لأنه كان سبباً فيه وداعياً إليه. والظاهر أن الضمير لله عزّ وجلّ. والمعنى : فخذلهم حتى نافقوا وتمكن في قلوبهم نفاقهم فلا ينفك عنها إلى أن يموتوا بسبب إخلافهم ما وعدوا الله من التصدّق والصلاح وكونهم كاذبين. ومنه : جعل خلف الوعد ثلث النفاق. وقرىء :( يكذبون )، بالتشديد، وألم تعلموا، بالتاء. عن عليّ رضي الله عنه.
) أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (
التوبة :( ٧٨ ) ألم يعلموا أن.....
) سِرَّهُمْ وَنَجْواهُم ( ما أسرّوه من النفاق والعزم على إخلاف ما وعدوه وما يتناجون به فيما بينهم من المطاعن في الدين وتسمية الصدقة جزية وتدبير منعها.
) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (
التوبة :( ٧٩ ) الذين يلمزون المطوعين.....
) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ ( محله النصب أو الرفع على الذمّ. ويجوز أن يكون في محل الجرّ بدلاً من الضمير في سرهم ونجواهم. وقرىء :( يلمزون )، بالضم ) الْمُطَّوّعِينَ ( المتطوّعين المتبرعين. روى :
( ٤٧٦ ) أنّ رسول الله ( ﷺ ) حثّ على الصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين


الصفحة التالية
Icon