" صفحة رقم ٣٢١ "
يوجد فيهما فهو منتف معدوم ) تُشْرِكُونَ ( قرىء بالتاء والياء وما موصولة أو مصدرية، أي عن الشركاء الذين يشركونهم به أو عن إشراكهم.
) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للَّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّى مَعَكُمْ مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (
يونس :( ١٩ - ٢٠ ) وما كان الناس.....
) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً ( حنفاء متفقين على ملة واحدة من غير أن يختلفوا بينهم، وذلك في عهد آدم إلى أن قتل قابيل هابيل. وقيل : بعد الطوفان حين لم يذر الله من الكافرين دياراً ) وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ ( وهوتأخير الحكم بينهم إلى يوم القيامة ) لَّقُضِىَ بِيْنَهُمْ ( عاجلاً فيما اختلفوا فيه، ولميز المحق من المبطل، وسبق كلمته بالتأخير لحكمة أوجبت أن تكون هذه الدار دار تكليف، وتلك دار ثواب وعقاب. وقالوا :) لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مّن رَّبّهِ ( أرادوا آية من الآيات التي كانوا يقترحونها وكانوا لا يعتدّون بما أنزل عليه من الآيات العظام المتكاثرة التي لم ينزل على أحد من الأنبياء مثلها، وكفى بالقرآن وحده آية باقية على وجه الدهر بديعة غريبة في الآيات، دقيقة المسلك من بين المعجزات، وجعلوا نزولها كلا نزول، وكأنه لم ينزل آية قط، حتى قالوا :) لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ وَاحِدَةٍ مّنْهُنَّ رَبَّهُ (، وذلك لفرط عنادهم وتماديهم في التمرّد وانهماكهم في الغيّ ) فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للَّهِ ( أي هو المختصّ بعلم الغيب المستأثر به لا علم لي ولا لأحد به، يعني أنّ الصارف عن إنزال الآيات المقترحة أمر مغيب لا يعلمه إلاّ هو ) فَانتَظِرُواْ ( نزول ما اقترحتموه ) إِنّى مَعَكُم مّنَ الْمُنتَظِرِينَ ( لما يفعل الله بكم لعنادكم وجحودكم الآيات.
) وَإِذَآ أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِىءايَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (
يونس :( ٢١ ) وإذا أذقنا الناس.....
سلط الله القحط سبع سنين على أهل مكة حتى كادوا يهلكون، ثم رحمهم بالحيا، فلما رحمهم طفقوا يطعنون في آيات الله ويعادون رسول الله ( ﷺ ) ويكيدونه، و ( إذا ) الأولى للشرط، والآخرة جوابها وهي للمفاجأة، والمكر : إخفاء الكيد وطيه، من الجارية الممكورة المطوية الخلق. ومعنى ) مَسَّتْهُمْ ( خالطتهم حتى أحسوا بسوء أثرها فيهم. فإن قلت : ما وصفهم بسرعة المكر، فكيف صحّ قوله :) أَسْرَعُ مَكْرًا ( ؟ قلت : بلى دلت على ذلك كلمة المفاجأة، كأنه قال : وإذا رحمناهم من بعد ضراء فاجئوا وقوع المكر منهم، وسارعوا إليه قبل أن يغسلوا رؤوسهم من مسّ الضرّاء، ولم يتلبثوا ريثما يسيغون غصتهم. والمعنى : أنّ الله تعالى دبر عقابكم وهو موقعه بكم قبل أن تدبروا كيف تعملون في إطفاء نور الإسلام ) إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ ( إعلام بأنّ ما تظنونه خافياً مطوياً لا يخفى على الله، وهو