" صفحة رقم ٣٣٨ "
في سورة سبأ ) عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِى الاْرْضِ ( ( سبأ : ٣ ) ؟ قلت : حق السماء أن تقدم على الأرض، ولكنه لما ذكر شهادته على شئون أهل الأرض وأحوالهم وأعمالهم، ووصل بذلك قوله :) لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ ( ( سبأ : ٣ ) لاءم ذلك أن قدّم الأرض على السماء، على أنّ العطف بالواو حكمه حكم التثنية.
) أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيواةِ الدُّنْيَا وَفِى الاٌّ خِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذالِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (
يونس :( ٦٢ - ٦٤ ) ألا إن أولياء.....
) أَوْلِيَاء اللَّهُ ( الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة. وقد فسر ذلك في قوله :) الَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ( فهم توليهم إياه ) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيواةِ الدُّنْيَا وَفِى الاْخِرَةِ ( فهو توليه إياهم. وعن سعيد بن جبير :
( ٥١٥ ) أنّ رسول الله ( ﷺ ) سُئل : من أولياء الله ؟ فقال : هم الذين يذكر الله برؤيتهم يعني السمت والهيئة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : الإخبات والسكينة. وقيل : هم المتحابون في الله. وعن عمر رضي الله عنه : سمعت النبيّ ( ﷺ ) يقول :
( ٥١٦ ) ( إنَّ من عباد الله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله ) قالوا : يا رسول الله، خبرنا من هم وما أعمالهم ؟ فلعلنا نحبهم، قال :( هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن


الصفحة التالية
Icon