" صفحة رقم ٣٧٠ "
ألاَ لاَ يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا ;
أو تجهلون بلقاء ربكم. أو تجهلون أنهم خير منكم ) مَن يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ ( من يمنعني من انتقامه ) إِن طَرَدتُّهُمْ ( وكانوا يسألونه أن يطردهم ليؤمنوا به، أنفة من أن يكونوا معهم على سواء ) أَعْلَمُ الْغَيْبَ ( معطوف على ) عِندِى خَزَائِنُ اللَّهِ ( أي لا أقول عندي خزائن الله، ولا أقول : أنا أعلم الغيب. ومعناه : لا أقول لكم : عندي خزائن الله فأدعي فضلا عليكم في الغنى، حتى تجحدوا فضلي بقولكم ) وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ ( ( هود : ٢٧ ) ولا أدعي علم الغيب حتى تنسبوني إلى الكذب والافتراء، أو حتى أطلع على ما في نفوس أتباعي وضمائر قلوبهم ) وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ ( حتى تقولوا لي ما أنت إلا بشر مثلنا، ولا أحكم على من استرذلتم من المؤمنين لفقرهم أن الله لن يؤتيهم خيراً في الدنيا والآخرة لهوانهم عليه، كما تقولون، مساعدة لكم ونزولاً على هواكم ) إِنّى إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ( إن قلت شيئاً من ذلك، والازدراء : افتعال من زري عليه إذا عابه. وأزرى به : قصر به، يقال ازدرته عينه، واقتحمته عينه.
) قَالُواْ يانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (
هود :( ٣٢ ) قالوا يا نوح.....
) جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا ( معناه : أردت جدالنا وشرعت فيه فأكثرته، كقولك : جاد فلان فأكثر وأطاب ) فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ( من العذاب المعجل.
) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى وَأَنَاْ بَرِىءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ (
هود :( ٣٣ - ٣٥ ) قال إنما يأتيكم.....
) إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ ( أي ليس الإتيان بالعذاب إليّ إنما هو إلى من كفرتم به وعصيتموه ) إِن شَاء ( يعني إن اقتضت حكمته أن يعجله لكم. وقرأ ابن عباس رضي الله عنه. ( فأكثرت جدلنا ) فإن قلت : ما وجه ترادف هذين الشرطين ؟ قلت : قوله :) إِن كَانَ