" صفحة رقم ٤٢٩ "
) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذالِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (
يوسف :( ٢٢ ) ولما بلغ أشده.....
قيل في الأشدّ : ثماني عشرة، وعشرون، وثلاث وثلاثون، وأربعون. وقيل : أقصاه ثنتان وستون ) حُكْمًا ( حكمة وهو العلم بالعمل واجتناب ما يجهل فيه. وقيل : حكما بين الناس وفقها ) وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ ( تنبيه على أنه كان محسناً في عمله، متقياً في عنفوان أمره، وأنّ الله آتاه الحكم والعلم جزاء على إحسانه. وعن الحسن : من أحسن عبادة ربه في شبيبته آتاه الله الحكمة في اكتهاله.
) وَرَاوَدَتْهُ الَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الاٌّ بْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (
يوسف :( ٢٣ ) وراودته التي هو.....
المراودة : مفاعلة، من راد يرود إذا جاء وذهب، كأن المعني : خادعته عن نفسه، أي : فعلت ما يفعل المخادع لصاحبه عن الشيء الذي لا يريد أن يخرجه من يده، يحتال أن يغلبه عليه ويأخذه منه، وهي عبارة عن التحمل لمواقعته إياها ) وَغَلَّقَتِ الاْبْوَابَ ( قيل : كانت سبعة. وقرىء :( هَيت ) بفتح الهاء وكسرها مع فتح التاء، وبناؤها كبناء أين، وعيط. وهيت كجير وهيت كحيث. وهئت بمعنى تهيأت يقال : هاء يهيء، كجاء يجيء : إذا تهيأ. وهيئت لك واللام من صلة الفعل وأما في الأصوات فللبيان كأنه قيل : لك أقول هذا، كما تقول : هلم لك ) مَعَاذَ اللَّهِ ( أعوذ بالله معاذاً ) أَنَّهُ ( إن الشأن والحديث ) رَبِّى ( سيدي ومالكي، يريد قطفير ) أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ ( حين قال لك أكرمي مثواه، فما جزاؤه أن أخلفه في أهله سوء الخلافة وأخونه فيهم ) إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( الذين يجازون الحسن بالسيء. وقيل : أراد الزناة لأنهم ظالمون أنفسهم. وقيل : أراد الله تعالى، لأنه مسبب الأسباب.
) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَالِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (
يوسف :( ٢٤ ) ولقد همت به.....
همّ بالأمر إذا قصده وعزم عليه، قال : همَمْتُ وَلَمْ أفعل وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي
تَرَكْتُ عَلَى عُثْمانَ تَبْكي حَلاَئِلُهْ
ومنه قولك : لا أفعل ذلك ولا كيداً ولا هما. أي ولا أكاد أن أفعله كيداً، ولا أهم بفعله هماً، حكاه سيبويه، ومنه : الهمام وهو الذي إذا همّ بأمر أمضاه ولم ينكل عنه. وقوله :) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ( معناه. ولقد همت بمخالطته ) وَهَمَّ بِهَا ( وهمّ بمخالطتها ) لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ ( جوابه محذوف، تقديره : لولا أن رأى برهان ربه لخالطها، فحذف ؛ لأنّ قوله :) وَهَمَّ بِهَا ( يدل عليه، كقولك : هممت بقتله لولا أني خفت الله، معناه لولا


الصفحة التالية
Icon