" صفحة رقم ٤٣٥ "
في مقادم قميصه فيشقه. وقرىء :( من قبل ) ومن دبر، بالضم على مذهب الغايات. والمعنى : من قبل القميص ومن دبره. وأما التنكير فمعناه من جهة يقال لها قبل، ومن جهة يقال لها دبر. وعن ابن أبي إسحاق أنه قرأ :( من قبل ) و ( من دبر ) بالفتح، كأنه جعلهما علمين للجهتين فمنعهما الصرف للعلمية والتأنيث. وقرئا بسكون العين. فإن قلت : كيف جاز الجمع بين ( إن ) الذي هو للاستقبال وبين ( كان ) ؟ قلت : لأنّ المعنى أنه يعلم أن كان قميصه قدّ، ونحوه كقولك : إن أحسنت إليّ فقد أحسنت إليك من قبل، لمن يمتن عليك بإحسانه، تريد : إن تمنن عليَّ أمتنَّ عليك ) فَلَماَّ رَأَى ( يعني قطفير وعلم براءة يوسف وصدقه وكذبها ) قَالَ إِنَّهُ ( إن قولك ) مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءا ( أو إنّ الأمر وهو طمعها في يوسف ) مِن كَيْدِكُنَّ ( الخطاب لها ولأمتها. وإنما استعظم كيد النساء لأنه وإن كان في الرجال، إلا أنّ النساء ألطف كيداً وأنفذ حيلة. ولهنّ في ذلك نيقة ورفق، وبذلك يغلبن الرجال. ومنه قوله تعالى :) وَمِن شَرّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ ( ( الفلق : ٤ ) والقصريات من بينهنّ معهنّ ما ليس مع غيرهنّ من البوائق وعن بعض العلماء : أنا أخاف من النساء أكثر من أخاف من الشيطان، لأنّ الله تعالى يقول :) إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ( ( النساء : ٧٦ ) وقال للنساء :) إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (. ) يُوسُفَ ( حذف منه حرف النداء لأنه منادى قريب مفاطن للحديث وفيه تقريب له وتلطيف لمحله ) أَعْرِضْ عَنْ هَاذَا ( الأمر واكتمه ولا تحدّث به ) وَاسْتَغْفِرِى ( أنت ) لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ( من جملة القوم المتعمدين للذنب. يقال : خطىء، إذا أذنب متعمداً، وإنما قال :) مِنَ الْخَاطِئِينَ (