" صفحة رقم ٤٥ "
ويقول له : أخّر إليّ ما لي عليك الساعة، ولا أريم مكاني، حتى أنزعه من أحداقك. وقيل : معناه باسطو أيديهم عليهم بالعذاب ) أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ ( خلصوها من أيدينا، أي لا تقدرون على الخلاص ) الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ( يجوز أن يريدوا وقت الإماتة وما يعذبون به من شدة النزع، وأن يريدوا الوقت الممتدّ المتطاول الذي يلحقهم فيه العذاب في البرزخ والقيامة. والهون الشديد، وإضافة العذاب إليه كقولك : رجل سوء يريد العراقة في الهوان والتمكن فيه ) عَنْ ءايَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ( فلا تؤمنون بها.
) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَآءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (
الأنعام :( ٩٤ ) ولقد جئتمونا فرادى.....
فُرَادَى ( منفردين عن أموالكم وأولادكم وما حرصتم عليه، وآثرتموه من دنياكم، وعن أوثانكم التي زعمتم أنها شفعاؤكم وشركاء لله ) كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ( على الهيئة التي ولدتم عليها في الانفراد ) وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ ( ما تفضلنا به عليكم في الدنيا فشغلتم به عن الآخرة ) وَرَاء ظُهُورِكُمْ ( لم ينفعكم ولم تحتملوا منه نقيراً ولا قدّمتموه لأنفسكم ) فِيكُمْ شُرَكَاء ( في استبعادكم، لأنهم حين دعوهم آلهة وعبدوها، فقد جعلوها لله شركاء فيهم وفي استعبادهم. وقرىء :( فرادى ) بالتنوين. وفراد، مثل ثلاث. وفردى، نحو سكرى : فإن قلت : كما خلقناكم، في أي محل هو ؟ قلت : في محل النصب صفة لمصدر جئتمونا، أي مجيئنا مثل خلقنا لكم ) تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ( وقع التقطع بينكم، كما تقول : جمع بين الشيئين، تريد أوقع الجمع بينهما على إسناد الفعل إلى مصدره بهذا التأويل ومن رفع فقد أسند الفعل إلى الظرف كما تقول قوتل خلفكم وأمامكم. وفي قراءة عبد الله :( لقد تقطع ما بينكم ).
) إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَىِّ ذالِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ( ٧ )
الأنعام :( ٩٥ ) إن الله فالق.....
) فَالِقُ الْحَبّ وَالنَّوَى ( بالنبات والشجر. وعن مجاهد : أراد الشقين الذين في النواة والحنطة ) يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيّتِ ( أي الحيوان، والنامي من النطف. والبيض والحب والنوى ) وَمُخْرِجُ ( هذه الأشياء الميتة من الحيوان والنامي. فإن قلت : كيف قال :) مُخْرَجَ الْمَيّتِ مِنَ الْحَىّ ( بلفظ اسم الفاعل، بعد قوله :) يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيّتِ ( قلت : عطفه على فالق الحب والنوى، لا على الفعل. ويخرج الحيَّ من الميت : موقعة موقع الجملة المبينة لقوله :) فَالِقُ


الصفحة التالية
Icon