" صفحة رقم ٤٦٦ "
ذوي نجوى أو فوجا نجياً، أي مناجياً لمناجاة بعضهم بعضاً. وأحسن منه أنهم تمحضوا تناجياً ؛ لاستجماعهم لذلك، وإفاضتهم فيه بجدّ واهتمام، كأنهم في أنفسهم صورة التناجي وحقيقته، وكان تناجيهم في تدبير أمرهم، على أيّ صفة يذهبون ؟ وماذا يقولون لأبيهم في شأن أخيهم ؟ كقوم تعايوا بما دهمهم من الخطب، فاحتاجوا إلى التشاور ) كَبِيرُهُمْ ( في السنّ وهو روبيل. وقيل : رئيسهم وهو شمعون : وقيل كبيرهم في العقل والرأي وهو يهوذا ) مَا فَرَّطتُمْ فِى يُوسُفَ ( فيه وجوه : أن تكون ( ما ) صلة، أي : ومن قبل هذا قصرتم في شأن يوسف ولم تحفظوا عهد أبيكم. وأن تكون مصدرية، على أن محل المصدر الرفع على الابتداء وخبره الظرف، وهو ) مِن قَبْلُ ( ومعناه : ووقع من قبل تفريطكم في يوسف. أو النصب عطفاً على مفعول ) أَلَمْ تَعْلَمُواْ ( وهو ) أَنَّ أَبَاكُمْ ( كأنه قيل : ألم تعلموا أخذ أبيكم عليكم موثقاً وتفريطكم من قبل في يوسف، وأن تكون موصولة بمعنى : ومن قبل هذا ما فرطتموه، أي قدّمتموه في حق يوسف من الجناية العظيمة، ومحله الرفع أو النصب على الوجهين ) فَلَنْ أَبْرَحَ الاْرْضَ ( فلن أفارق أرض مصر ) حَتَّى يَأْذَنَ لِى أَبِى ( في الانصراف إليه ) أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِى ( بالخروج منها، أو بالانتصاف ممن أخذ أخي، أو بخلاصه من يده بسبب من الأسباب ) وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ( لأنه لا يحكم أبداً إلا بالعدل والحق.
) ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ ياأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (
يوسف :( ٨١ ) ارجعوا إلى أبيكم.....
وقرىء :( سرِّق ) أي نسب إلى السرقة ) وَمَا شَهِدْنَا ( عليه بالسرقة ) إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا ( من سرقته وتيقناه ؛ لأنّ الصواع استخرج من وعائه ولا شيء أبين من هذا ) وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ( وما علمنا أنه سيسرق حين أعطيناك الموثق. أو ما علمنا أنك تصاب به


الصفحة التالية
Icon