" صفحة رقم ٤٨٢ "
( سورة الرعد )
مدنية، وقيل مختلف فيها
وهي ثلاث وأربعون آية ( نزلت بعد سورة محمد )
) المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (
الرعد :( ١ ) المر تلك آيات.....
) تِلْكَ ( إشارة إلى آيات السورة. والمراد بالكتاب السورة، أي : تلك الآيات آيات السورة الكاملة العجيبة في بابها، ثم قال :) وَالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ ( من القرآن كله هو ) الْحَقّ ( الذي لا مزيد عليه، لا هذه السور وحدها، وفي أسلوب هذا الكلام قول الأنمارية : هم كالحلقة المفرعة، لا يدرى أين طرفاها ؟ تريد الكملة.
) اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبَّرُ الاٌّ مْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِى مَدَّ الاٌّ رْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِى الَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِى ذالِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (
الرعد :( ٢ - ٣ ) الله الذي رفع.....
) اللَّهُ ( مبتدأ، و ) الَّذِى ( خبره، بدليل قوله :) وَهُوَ الَّذِى مَدَّ الاْرْضَ ( ويجوز أن يكون صفة. وقوله :) يُدَبّرُ الاْمْرَ يُفَصّلُ الآيَاتِ ( خبر بعد خبر. وينصره ما تقدّمه من ذكر الآيات ) رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ( كلام مستأنف استشهاد برؤيتهم لها كذلك. وقيل : هي صفة لعمد. ويعضده قراءة أبي ( ترونه ). وقرىء :( عُمُد )، بضمتين ) يُدَبّرُ الاْمْرَ ( يدبر أمر ملكوته وربوبيته ) يُفَصّلُ ( آياته في كتبه المنزلة ) لَعَلَّكُمْ بِلِقَاء رَبّكُمْ تُوقِنُونَ ( بالجزاء وبأن هذا المدبر والمفصل لا بد لكم من الرجوع إليه. وقرأ الحسن :( ندبر )، بالنون ) جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ( خلق فيها من جميع أنواع الثمرات زوجين زوجين حين مدّها، ثم تكاثرت بعد ذلك وتنوعت. وقيل : أراد بالزوجين : الأسود والأبيض، والحلو والحامض، والصغير والكبير، وما أشبه ذلك من الأصناف المختلفة ) يَغْشَى وَهُوَ الَّذِى ( يلبسه مكانه، فيصير أسود مظلماً بعد ما كان أبيض منيراً. وقرىء :( يغشّى ) بالتشديد.