" صفحة رقم ٤٨٧ "
نَكُنْ مِثْلَ مَنْ يَاذِئْبُ يصْطَحِبَانِ ;
كأنه قيل : سواء منكم اثنان : مستخف بالليل، وسارب بالنهار. والضمير في ) لَهُ ( مردود على ) مِنْ ( كأنه قيل : لمن أسرّ ومن جهر، ومن استخفى ومن سرب ) مُعَقّبَاتٌ ( جماعات من الملائكة تعتقب في حفظه وكلاءته، والأصل : معتقبات، فأدغمت التاء في القاف، كقوله ) وَجَاء ( ( التوبة : ٩٠ ) بمعنى المعتذرون. ويجوز معقبات، بكسر العين ولم يقرأ به. أو هو مفعلات من عقبه إذا جاء على عقبه، كما يقال : قفاه، لأنّ بعضهم يعقب بعضاً أو لأنهم يعقبون ما يتكلم به فيكتبونه ) خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ( هما صفتان جميعاً وليس ) مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ( بصلة للحفظ، كأنه قيل : له معقبات من أمر الله. أو يحفظونه من أجل أمر الله أي من أجل أنّ الله أمرهم بحفظه. والدليل عليه قراءة علي رضي الله عنه وابن عباس وزيد بن علي وجعفر بن محمد وعكرمة :( يحفظونه بأمر الله ). أو يحفظونه من بأس الله ونقمته إذا أذنب، بدعائهم له ومسئلتهم ربهم أن يمهله رجاء أن يتوب وينيب، كقوله :) قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَانِ ( ( الأنبياء : ٤٢ ) وقيل : المعقبات الحرس والجلاوزة حول السلطان، يحفظونه في توهمه وتقديره من أمر الله أي من قضاياه ونوازله، أو على التهكم به، وقرىء :( له معاقيب ) جمع معقب أو معقبة. والياء عوض من حذف إحدى القافين في التكسير ) إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ ( من العافية والنعمة ) حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ( من الحال الجميلة بكثرة المعاصي ) مِن وَالٍ ( ممن يلي أمرهم ويدفع عنهم.
) هُوَ الَّذِى يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلْائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِى اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (
الرعد :( ١٢ ) هو الذي يريكم.....
) خَوْفًا وَطَمَعًا ( لا يصح أن يكونا مفعولاً لهما لأنهما ليسا بفعل فاعل الفعل