" صفحة رقم ٥٠٠ "
) أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى الاٌّ رْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ لَّهُمْ عَذَابٌ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الاٌّ خِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ (
الرعد :( ٣٣ ) أفمن هو قائم.....
) أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ ( احتجاج عليهم في إشراكهم بالله، يعني أفا الله الذي هو قائم رقيب ) عَلَى كُلّ نَفْسٍ ( صالحة أو طالحة ) بِمَا كَسَبَتْ ( يعلم خيره وشره، ويعدّ لكل جزاءه، كمن ليس كذلك. ويجوز أن يقدّر ما يقع خبراً للمبتدأ ويعطف عليه وجعلوا، وتمثيله : أفمن هو بهذه الصفة لم يوحدوه ) وَجَعَلُواْ ( له وهو الله الذي يستحق العبادة وحده ) شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ ( أي جعلتم له شركاء فسموهم له من هم ونبئوه بأسمائهم، ثم قال :) أَمْ ( على أم المنقطعة، كقولك للرجل : قل لي من زيد أم هو أقل من أن يعرف، ومعناه : بل أتنبؤونه بشركاء لا يعلمهم في الأرض وهو العالم بما في السموات والأرض، فإذا لم يعلمهم علم أنهم ليسوا بشيء يتعلق به العلم، والمراد نفي أن يكون له شركاء. ونحو :) قُلْ أَتُنَبّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِى الاْرْضِ ( ( يونس : ١٨ )، ) أَم بِظَاهِرٍ مّنَ الْقَوْلِ ( بل أتسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير أن يكون لذلك حقيقة كقولك، ) ذالِكَ قَوْلُهُم بِأَفْواهِهِمْ ( ( التوبة : ٣٠ )، ) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا ( ( يوسف : ٤٠ ) وهذا الاحتجاج وأساليبه العجيبة التي ورد عليها مناد على نفسه بلسان طلق ذلق : أنه ليس من كلام البشر لمن عرف وأنصف من نفسه، فتبارك الله أحسن الخالقين. وقرىء :( أتنبئونه ) بالتخفيف ) مَكْرِهِمْ ( كيدهم للإسلام بشركهم ) وَصُدُّواْ ( قرىء بالحركات الثلاث. وقرأ ابن أبي إسحاق :( وصدّ ) بالتنوين ) وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ ( ومن يخذله لعلمه أنه لا يهتدي ) فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ( فما له من أحد يقدر على هدايته ) لَّهُمْ عَذَابٌ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا ( وهو ما ينالهم من القتل والأسر وسائر المحن، ولا يلحقهم إلا عقوبة لهم على الكفر، ولذلك سماه عذاباً ) وَمَا لَهُم مّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ( وما لهم من حافظ من عذابه. أو ما لهم من جهته واق من رحمته.