" صفحة رقم ٥٠٣ "
من بلادهم، فننقص دار الحرب ونزيد في دار الإسلام، وذلك من آيات النصرة والغلبة ونحوه ) أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى الاْرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ( ( الأنبياء : ٤٤ )، ) أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ( ( الأنبياء : ٤٤ )، ) سَنُرِيهِمْ ءايَاتِنَا فِى الاْفَاقِ ( ( فصلت : ٥٣ ) والمعنى : عليك بالبلاغ الذي حملته ؛ ولا تهتم بما وراء ذلك فنحن نكفيكه ونتم ما وعدناك من الظفر، ولا يضجرك تأخره ؛ فإن ذلك لما نعلم من المصالح التي لا تعلمها ثم طيب نفسه ونفس عنها بما ذكر من طلوع تباشير الظفر. وقرىء ( ننقصها ) بالتشديد ) لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ ( لا رادّ لحكمه. والمعقب : الذي يكرّ على الشيء فيبطله، وحقيقته : الذي يعقبه أي يقفيه بالردّ والإبطال. ومنه قيل لصاحب الحق : معقب ؛ لأنه يقفي غريمه بالاقتضاء والطلب. قال لبيد : طَلَبُ الْمُعَقِّبِ حَقَّهُ الْمَظْلُومُ ;
والمعنى : أنه حكم للإسلام بالغلبة والإقبال، وعلى الكفر بالإدبار والانتكاس ) وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( فعما قليل يحاسبهم في الآخرة بعد عذاب الدنيا. فإن قلت : ما محل قوله لا معقب لحكمه ؟ قلت : هو جملة محلها النصب على الحال، كأنه قيل : والله يحكم نافذاً حكمه، كما تقول جاءني زيد لا عمامة على رأسه ولا قلنسوة، تريد حاسراً.
) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (
الرعد :( ٤٢ ) وقد مكر الذين.....
) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ( وصفهم بالمكر، ثم جعل مكرهم كلا مكر بالإضافة إلى مكره فقال ) فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ( ثم فسر ذلك بقوله :) يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكَافِرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ( لأنّ من علم ما تكسب كل نفس، وأعدّ لها جزاءها فهو المكر كله ؛ لأنه يأتيهم من حيث لا يعلمون. وهم في غفلة مما يراد بهم. وقرىء :( الكفار )، و ( الكافرون ). و ( الذين كفروا ). والكفر : أي أهله. والمراد بالكافر الجنس : وقرأ جناح بن حبيش، و ( سَيُعلم الكافر )، من أعلمه أي سيخبر :
) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (
الرعد :( ٤٣ ) ويقول الذين كفروا.....
) كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ( لما أظهر من الأدلة على رسالتي ) وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (


الصفحة التالية
Icon