" صفحة رقم ٥٥٤ "
( سورة النحل )
مكية، غير ثلاث آيات في آخرها
وتسمى سورة النعم، وهي مائة وثمان وعشرون آية ( نزلت بعد سورة الكهف )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (النحل :( ١ ) أتى أمر الله.....
كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو نزول العذاب بهم يوم بدر، استهزاء وتكذيباً بالوعد، فقيل لهم ) أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ( الذي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظراً لقرب وقوعه ) فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ( روي أنه لما نزلت ) اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ( ( القمر : ١ ) قال الكفار فيما بينهم إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما تأخرت قالوا : ما نرى شيئاً، فنزلت ) اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ ( ( الأنبياء : ١ ) فأشفقوا وانتظروا قربها، فلما امتدت الأيام قالوا : يا محمد، ما نرى شيئاً مما تخوفنا به، فنزلت ) أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ( فوثب رسول الله ( ﷺ ) ورفع الناس رؤوسهم، فنزلت ) فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ( فاطمأنوا وقرىء :( تستعجلوه ) بالتاء والياء ) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( تبرأ عز وجل عن أن يكون له شريك، وأن تكون آلهتهم له شركاء، أو عن إشراكهم. على أنّ ( ما ) موصولة أو مصدرية، فإن قلت : كيف اتصل هذا باستعجالهم ؟ قلت : لأنّ استعجالهم استهزاء وتكذيب وذلك من الشرك. وقرىء :( تشركون )، بالتاء والياء.
) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (
النحل :( ٢ ) ينزل الملائكة بالروح.....
قرىء :( ينزل ) بالتخفيف والتشديد وقرىء :( تنزل الملائكة ) أي تتنزل ) بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ( بما يحيي القلوب الميتة بالجهل من وحيه، أو بما يقوم في الدين مقام الروح في الجسد، و ) أَنْ أَنْذِرُواْ ( بدل من الروح، أي ينزلهم بأن أنذروا. وتقديره : بأنه أنذروا، أي : بأن الشأن أقول لكم أنذروا. أو تكون ( أن ) مفسرة ؛ لأنّ تنزيل الملائكة بالوحي فيه معنى القول. ومعنى أنذروا ) أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلا أَنَاْ ( أعلموا بأنّ الأمر ذلك، من نذرت بكذا إذا علمته. والمعنى : يقول لهم أعلموا الناس قولي لا إله إلا أنا ) فَاتَّقُونِ (.
) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا