" صفحة رقم ٥٧٢ "
وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ (
النحل :( ٥٧ ) ويجعلون لله البنات.....
كانت خزاعة وكنانة تقول : الملائكة بنات الله ) سُبْحَانَهُ ( تنزيه لذاته من نسبة الوالد إليه. أو تعجب من قولهم ) وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ ( يعني البنين. ويجوز في ) مَّا يَشْتَهُونَ ( الرفع على الابتداء، والنصب على أن يكون معطوفاً على البنات، أي : وجعلوا لأنفسهم ما يشتهون من الذكور. و ) ظَلَّ ( بمعنى صار كما يستعمل بات وأصبح وأمسى بمعنى الصيرورة. ويجوز أن يجيء ظل ؛ لأن أكثر الوضع يتفق بالليل، فيظل نهاره مغتما مربد الوجه من الكآبة والحياء من الناس ) وَهُوَ كَظِيمٌ ( مملوء حنقاً على المرأة ) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ ( يستخفي منهم ) مِنْ ( أجل ) سُوء ( المبشر به، ومن أجل تعييرهم، ويحدث نفسه وينظر أيمسك ما بشر به ) عَلَى هُونٍ ( على هوان وذل ) أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ ( أم يئده. وقرىء :( أيمسكها على هون أم يدسها )، على التأنيث. وقرىء :( على هوان ) ) أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ ( حيث يجعلون الولد الذي هذا محله عندهم لله، ويجعلون لأنفسهم من هو على عكس هذا الوصف.
) لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاٌّ خِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الاٌّ عْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (
النحل :( ٦٠ ) للذين لا يؤمنون.....
) مَثَلُ السَّوْء ( صفة السوء : وهي الحاجة إلى الأولاد الذكور وكرهة الإناث ووأدهن خشية الإملاق، وإقرارهم على أنفسهم بالشح البالغ ) وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الاْعْلَى ( وهو الغني عن العالمين، والنزاهة عن صفات المخلوقين وهو الجواد الكريم.
) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلاكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (
النحل :( ٦١ ) ولو يؤاخذ الله.....
) بِظُلْمِهِمْ ( بكفرهم ومعاصيهم ) مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا ( أي على الأرض ) مِن دَابَّةٍ ( قط ولأهلكها كلها بشؤم ظلم الظالمين. وعن أبي هريرة : أنه سمع رجلاً يقول : إن الظالم لا يضرّ إلا نفسه، فقال : بلى والله، حتى أنّ الحباري لتموت في وكرها بظلم الظالم. وعن