" صفحة رقم ٦ "
قلت : للقصد إلى الجنس، كقوله تعالى :) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ( ( الحاقة : ١٧ ) أو لأن الظلمات كثيرة، لأنه ما من جنس من أجناس الأجرام إلاّ وله ظلّ، وظلّه هو الظلمة، بخلاف النور فإنه من جنس واحد وهو النار. فإن قلت : علام عطف قوله :) ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ ( ؟ قلت : إما على قوله :) الْحَمْدُ للَّهِ ( على معنى أن الله حقيق بالحمد على ما خلق لأنه ما خلقه إلاّ نعمة، ثم الذين كفروا به يعدلون فيكفرون نعمته، وإما على قوله :) خَلَقَ السَّمَاواتِ ( على معنى أنه خلق ما خلق مما لا يقدر عليه أحد سواه، ثم هم يعدلون به ما لا يقدر على شيء منه. فإن قلت : فما معنى ثم ؟ قلت : استبعاد أن يعدلوا به بعد وضوح آيات قدرته، وكذلك ) ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ( ( الأنعام : ٢ ) استبعاد لأن يمتروا فيه بعد ما ثبت أنه محييهم ومميتهم وباعثهم.
) هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ (
الأنعام :( ٢ ) هو الذي خلقكم.....
ثُمَّ قَضَى أَجَلاً ( أجل الموت ) وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ( أجل القيامة، وقيل الأجل الأوّل ما بين أن يخلق إلى أن يموت، والثاني ما بين الموت والبعث وهو البرزخ، وقيل الأوّل النوم، والثاني الموت. فإن قلت : المبتدأ النكرة إذا كان خبره ظرفاً وجب


الصفحة التالية
Icon