" صفحة رقم ٧ "
تأخيره، فلم جاز تقديمه في قوله ) وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ( ؟ قلت : لأنه تخصص بالصفة فقارب المعرفة، كقوله :) وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مّن مُّشْرِكٍ ( ( البقرة : ٢٢١ ) فإن قلت : الكلام السائر أن يقال : عندي ثوب جيد ولي عبد كيس وما أشبه ذلك فما أوجب التقديم ؟ قلت : أوجبه أن المعنى : وأي أجل مسمىً عنده تعظيماً لشأن الساعة، فلما جرى فيه هذا المعنى وجب التقديم.
) وَهُوَ اللَّهُ فِى السَّمَاوَاتِ وَفِى الاٌّ رْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ( ٧ )
الأنعام :( ٣ ) وهو الله في.....
) فِى السَّمَاواتِ ( متعلق بمعنى اسم الله كأنه قيل وهو المعبود فيها ومنه قوله ) وَهُوَ الَّذِى فِى السَّماء إِلَاهٌ وَفِى الاْرْضِ إِلَاهٌ ( ( الزخرف : ٨٤ ) أو وهو المعروف بالإلاهية أو المتوحد بالإلاهية فيها أو وهو الذي يقال له فيها لا يشرك به في هذا الاسم، ويجوز أن يكون الله ) أَنَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ ( خبر بعد خبر على معنى أنه الله وأنه في السماوات والأرض بمعنى أنه عالم بما فيهما، لا يخفى عليه منه شيء كأن ذاته فيهما، فإن قلت : كيف موقع قوله ) يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ ( قلت : إن أردت التوحد بالإلاهية كان تقريراً له ؛ لأن الذي استوى في علمه السر والعلانية هو الله وحده وكذلك إذا جعلت في السماوات خبراً بعد خبر، وإلا فهو كلام مبتدأ بمعنى هو يعلم سركم وجهركم أو خبر ثالث ) وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ( من الخير والشرّ ويثيب عليه ويعاقب.
) وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ ءَايَةٍ مِّنْ ءَايَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ (
الأنعام :( ٤ ) وما تأتيهم من.....
مِّنْ في ) مِّنْ ءَايَةٍ ( للاستغراق. وفي ) مّنْ ءايَةٍ مّنْ ( للتبعيض يعني وما


الصفحة التالية
Icon