" صفحة رقم ٦٠٥ "
( ٦٠١ ) ( بينا أنا في المسجد الحرام في الحجر عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل عليه السلام بالبراق ) وقيل : أسري به من دار أم هانىء بنت أبي طالب والمراد بالمسجد الحرام : الحرم، لإحاطته بالمسجد والتباسه به. وعن ابن عباس : الحرم كله مسجد وروي.
( ٦٠٢ ) أنه كان نائماً في بيت أم هانىء بعد صلاة العشاء فأسرى به ورجع من ليلته، وقص القصة على أم هانيء. وقال : مثل لي النبيون فصليت بهم وقام ليخرج إلى المسجد فتشبثت أم هانىء بثوبه فقال : مالك ؟ قالت : أخشى أن يكذبك قومك إن أخبرتهم، قال : وإن كذبوني، فخرج فجلس إليه أبو جهل فأخبره رسول الله ( ﷺ ) بحديث الإسراء، فقال أبو جهل : يا معشر بني كعب بن لؤي، هلم فحدّثهم، فمن بين مصفق وواضع يده على رأسه تعجباً وإنكاراً. وارتد ناس ممن كان قد آمن به، وسعى رجال إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال : إن كان قال ذلك لقد صدق. قالوا : أتصدقه على ذلك ؟ قال : إني لأصدقه على أبعد من ذلك، فسمي الصدّيق. وفيهم من سافر إلى ماثمّ، فاستنعتوه المسجد فجلى له بيت المقدس، فطفق ينظر إليه وينعته لهم، فقالوا : أمّا النعت فقد أصاب، فقالوا : أخبرنا عن عيرنا، فأخبرهم بعدد جمالها وأحوالها، وقال : تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس، يقدمها جمل أورق، فخرجوا يشتدون ذلك اليوم نحو الثنية، فقال قائل منهم : هذه والله الشمس قد شرقت، فقال آخر : وهذه والله العير قد أقبلت يقدمها جمل أورق كما قال محمد.
ثم لم يؤمنوا وقالوا : ما هذا إلا سحر مبين، وقد عرج به إلى السماء في تلك الليلة، وكان العروج به من بيت المقدس وأخبر قريشاً أيضاً بما رأى في السماء من العجائب وأنه لقي الأنبياء وبلغ البيت المعمور وسدرة المنتهى واختلفوا في وقت الإسراء فقيل كان قبل الهجرة بسنة.