" صفحة رقم ٦١٧ "
وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما.
( ٦١٠ ) وشكا رجل إلى رسول الله أباه وأنه يأخذ ماله، فدعا به فإذا شيخ يتوكأ على عصا، فسأله فقال : إنه كان ضعيفاً وأنا قوي، وفقيراً وأنا غنيّ، فكنت لا أمنعه شيئاً من مالي، واليوم أنا ضعيف وهو قوي، وأنا فقير وهو غنيّ، ويبخل علي بماله، فبكى رسول الله ( ﷺ ) وقال : ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى، ثم قال للولد : أنت ومالك لأبيك، أنت ومالك لأبيك.
( ٦١١ ) وشكا إليه آخر سوء خلق أمّه فقال : لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشهر ؟ قال : إنها سيئة الخلق. قال : لم تكن كذلك حين أرضعتك حولين ؟ قال : إنها سيئة الخلق. قال : لم تكن كذلك حين أسهرت لك ليلها وأظمأت نهارها ؟ قال : لقد جازيتها. قال : ما فعلت ؟ قال : حججت بها على عاتقي. قال : ما جزيتها ولو طلقة وعن ابن عمر أنه رأى رجلاً في الطواف يحمل أمّه ويقول : إنِّي لَهَا مَطِيَّةٌ لاَ تُذْعَر
إذَا الرِّكَابُ نَفَرَتْ لاَ تَنْفِر
مَا حَمَلَتْ وَأَرْضَعَتْنِي أَكْثَر
اللَّهُ رَبِّي ذُو الْجَلاَلِ الأَكْبَرُ
ثم قال تظنني جازيتها يا ابن عمر ؟ قال : لا ولو زفرة واحدة وعنه عليه الصلاة والسلام :


الصفحة التالية
Icon