" صفحة رقم ٦٢٤ "
أي التقاذف. وقال الكميت : وَلاَ أرْمِي البَرِيَّ بِغَيْرِ ذَنْب
وَلاَ أقْفُو الحَوَاصِنَ إنْ قُفِينَا
وقد استدل به مبطل الاجتهاد ولم يصح ؛ لأنّ ذلك نوع من العلم، فقد أقام الشرع غالب الظن مقام العلم، وأمر بالعمل به ) أُوْلَائِكَ ( إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد، كقوله : وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُوَلئِكَ الأَيَّامِ ;
و ) عَنْهُ ( في موضع الرفع بالفاعلية، أي : كل واحد منها كان مسؤلاً عنه، فمسئول : مسند إلى الجار والمجرور، كالمغضوب في قوله ) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ( ( الفاتحة : ٧ ) يقال للإنسان : لم سمعت ما لم يحل لك سماعه ؛ ولم نظرت إلى ما لم يحل لك النظر إليه، ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه ؟ وقرىء ( والفواد ) بفتح الفاء والواو، قلبت الهمزة واواً بعد الضمة في الفؤاد، ثم استصحب القلب مع الفتح.
) وَلاَ تَمْشِ فِى الاٌّ رْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الاٌّ رْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذالِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (
الإسراء :( ٣٧ ) ولا تمش في.....
) مَرَحاً ( حال، أي : ذا مرح. وقرىء ( مرحا ) وفضل الأخفش المصدر على اسم الفاعل لما فيه من التأكيد ) لَن تَخْرِقَ الاْرْضَ ( لن تجعل فيها خرقاً بدوسك لها وشدّة وطأتك. وقرىء ( لن تخرُق )، بضم الراء ) وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ( بتطاولك. وهو تهكم بالمختال. قرىء ( سيئة ) و ( سيئه ) على إضافة سيء إلى ضمير كل، وسيئاً في بعض المصاحف، وسيئات. وفي قراءة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. كان شأنه. فإن قلت : كيف قيل سيئه مع قوله مكروهاً ؟ قلت : السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والإثم زال عنه حكم الصفات، فلا اعتبار بتأنيثه. ولا فرق بين من قرأ سيئة وسيئاً. ألا تراك تقول :