" صفحة رقم ٦٣٢ "
قال فيهم ) وَنُخَوّفُهُمْ ( أي نخوفهم بمخاوف الدنيا والآخرة ) فَمَا يَزِيدُهُمْ ( التخويف ) إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا ( فكيف يخاف قوم هذه حالهم بإرسال ما يقترحون من الآيات. وقيل : الرؤيا هي الإسراء، وبه تعلق من يقول : كان الإسراء في المنام، ومن قال : كان في اليقظة، فسر الرؤيا بالرؤية. وقيل : إنما سماها رؤيا على قول المكذبين حيث قالوا له : لعلها رؤيا رأيتها، وخيال خيل إليك، استبعاداً منهم، كما سمى أشياء بأساميها عند الكفرة، نحو قوله :) فَرَاغَ إِلَىءالِهَتِهِمْ ( ( الصافات : ٩١ )، ) أَيْنَ شُرَكَائِىَ ( ( النحل : ٢٧ )، ) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ( ( الدخان : ٤٩ ) وقيل : هي رؤياه أنه سيدخل مكة. وقيل : رأى في المنام أن ولد الحكم يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة. فإن قلت : أين لعنت شجرة الزقوم في القرآن ؟ قلت : لعنت حيث لعن طاعموها من الكفرة والظلمة ؛ لأنّ الشجرة لا ذنب لها حتى تلعن على الحقيقة، وإنما وصفت بلعن أصحابها على المجاز. وقيل : وصفها الله باللعن، لأن اللعن الإبعاد من الرحمة، وهي في أصل الجحيم في أبعد مكان من الرحمة، وقيل تقول العرب لكل طعام مكروه ضار : ملعون، وسألت بعضهم فقال : نعم الطعام الملعون القشب الممحوق. وعن ابن عباس : هي الكشوث التي تتلوى بالشجر يجعل في الشراب. وقيل : أبو جهل. وقرىء ( والشجرةُ الملعونةُ ) بالرفع، على أنها مبتدأ محذوف الخبر، كأنه قيل : والشجرة الملعونة في القرآن كذلك.
) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَءَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَاذَا الَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوفُورًا وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى الاٌّ مْوَالِ وَالاٌّ وْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (
الإسراء :( ٦١ ) وإذ قلنا للملائكة.....
) طِينًا ( حال إما من الموصول والعامل فيه أسجد، على : أأسجد له وهو طين، أي أصله طين. أو من الراجع إليه من الصلة على : أأسجد لمن كان في وقت خلقه طيناً ) أَرَءيْتَكَ ( الكاف للخطاب، و ) هَاذَا ( مفعول به. والمعنى : أخبرني عن هذا ) الَّذِى


الصفحة التالية
Icon