" صفحة رقم ٦٤٣ "
يدل عليه ذكره على أثر ذكر البعث. وقيل : نزلت حين أمر بالهجرة، يريد إدخال المدينة والإخراج من مكة. وقيل : إدخاله مكة ظاهراً عليها بالفتح، وإخراجه منها آمناً من المشركين، وقيل : إدخاله الغار وإخراجه منه سالماً. وقيل إدخاله فيما حمله من عظيم الأمر وهو النبوّة وإخراجه منه مؤدياً لما كلفه من غير تفريط. وقيل : الطاعة. وقيل : هو عام في كل ما يدخل فيه ويلابسه من أمر ومكان ) سُلْطَاناً ( حجة تنصرني على من خالفني. أو ملكاً وعزا قوياً ناصراً للإسلام على الكفر مظهراً له عليه، فأجيب دعوته بقوله :) وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ( ( المائدة : ٦٧ ). ) فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ( ( المائدة : ٥٦ )، ) لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ ( ( التوبة : ٣٣ )، ) ضَلَلْنَا فِى الاْرْضِ ( ( النور : ٥٥ ) ووعد لينزعنّ ملك فارس والروم، فيجعله له. وعنه ( ﷺ ) :
( ٦٣٠ ) أنه استعمل عتاب بن أُسيد على أهل مكة وقال ( انطلق فقد استعملتك على أهل الله ) فكان شديداً على المريب، ليناً على المؤمن وقال : لا والله لا أعلم متخلفاً يتخلف عن الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه، فإنه لا يتخلف عن الصلاة إلا منافق. فقال أهل مكة : يا رسول الله، لقد استعملت على أهل الله عتاب بن أسيد أعرابياً جافياً، فقال ( ﷺ ) :( إني رأيت فيما يرى النائم كأنّ عتاب بن أسيد أتى باب الجنة، فأخذ بحلقة الباب فقلقلها قلقالاً شديداً حتى فتح له فدخلها، فأعز الله به الإسلام لنصرته المسلمين على من يريد ظلمهم، فذلك السلطان النصير ).
) وَقُلْ جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (
الإسراء :( ٨١ ) وقل جاء الحق.....
كان حول البيت ثلاثمائة وستون صنماً ثم كل قوم بحيالهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : كانت لقبائل العرب يحجون إليها وينحرون لها، فشكا البيت إلى الله عز وجل فقال : أي رب، حتى متى تعبد هذه الأصنام حولي دونك، فأوحى الله إلى البيت : إني سأحدث لك نوبة جديدة، فأملأك خدوداً سجداً، يدفون إليك دفيف النسور، يحنون إليك حنين الطير إلى بيضها. لهم عجيج حولك بالتلبية..