" صفحة رقم ٦٥٠ "
) إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ ( المنذرين والمنذرين ) خَبِيراً ( عالماً بأحوالهم، فهو مجازيهم. وهذه تسلية لرسول الله ( ﷺ ) ووعيد للكفرة. وشهيداً : تمييز أو حال.
) وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِأايَاتِنَا وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (
الإسراء :( ٩٧ - ٩٨ ) ومن يهد الله.....
) وَمَن يَهْدِ اللَّهُ ( ومن يوفقه ويلطف به ) فَهُوَ الْمُهْتَدِى ( لأنه لا يلطف إلا بمن عرف أن اللطف ينفع فيه ) وَمَن يُضْلِلِ ( ومن يخذل ) فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء ( أنصاراً ) عَلَى وُجُوهِهِمْ ( كقوله :) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ( ( القمر : ٤٨ ).
( ٦٣٦ ) وقيل لرسول الله ( ﷺ ) : كيف يمشون على وجوههم قال :( إن الذي أمشاهم على أقدامهم، قادر على أن يمشيهم على وجوههم ) ) عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمّا ( كما كانوا في الدنيا، لا يستبصرون ولا ينطقون بالحق، ويتصامّون عن استماعه، فهم في الآخرة كذلك : لا يبصرون ما يقرّ أعينهم، ولا يسمعون ما يلذ مسامعهم ولا ينطقون بما يقبل منهم. ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى. ويجوز أن يحشروا مؤفي الحواس من الموقف إلى النار بعد الحساب، فقد أخبر عنهم في موضع آخر أنهم يقرؤن ويتكلمون ) كُلَّمَا خَبَتْ ( كما أكلت جلودهم ولحومهم وأفنتها فسكن لهبها، بدلوا غيرها، فرجعت ملتهبة مستعرة، كأنهم لما كذبوا بالإعادة بعد الإفناء جعل الله جزاءهم أن سلط النار على أجزائهم تأكلها وتفنيها ثم يعيدها، ولا يزالون على الإفناء والإعادة، ليزيد ذلك في تحسرهم على تكذيبهم البعث ؛ ولأنه أدخل في الانتقام من الجاحد، وقد دل على ذلك بقوله ) ذَلِكَ جَزَاؤُهُم ( إلى قوله ) لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً قُلْ (.
) أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا (
الإسراء :( ٩٩ ) أولم يروا أن.....
فإن قلت : علام عطف قوله ) وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً ( ؟ قلت : على قوله ) أَوَ لَمْ يَرَوْاْ ( لأن المعنى قد علموا بدليل العقل أنّ من قدر على خلق السموات والأرض فهو قادر على خلق