" صفحة رقم ٦٥١ "
أمثالهم من الإنس، لأنهم ليسوا بأشد خلقاً منهن كما قال : أأنتم أشد خلقاً أم السماء ) وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ ( وهو الموت أو القيامة، فأبوا مع وضوح الدليل إلا جحوداً.
) قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنْسَانُ قَتُورًا (
الإسراء :( ١٠٠ ) قل لو أنتم.....
) لَوْ ( حقها أن تدخل على الأفعال دون الأسماء، فلا بد من فعل بعدها في ) لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ ( وتقديره لو تملكون تملكون، فأضمر تملك إضماراً على شريطة التفسير، وأبدل من الضمير المتصل الذي هو الواو ضمير منفصل، وهو أنتم، لسقوط ما يتصل به من اللفظ، فأنتم : فاعل الفعل المضمر، وتملكون : تفسيرها وهذا هو الوجه الذي يقتضيه علم الإعراب. فأمّا ما يقتضيه علم البيان، فهو : أنّ أنتم تملكون فيه دلالة على الاختصاص ؛ وأنّ الناس هم المختصون بالشح المتبالغ ونحوه قول حاتم :
شع لَوْ ذَاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِي
وقول المتلمس : وَلَوْ غَيْرُ أَخْوَالِي أرَادُوا نَقِيصَتِي ;
وذلك لأنّ الفعل الأول لما سقط لأجل المفسر، برز الكلام في صورة المبتدأ والخبر. ورحمة الله : رزقه وسائر نعمه على خلقه، ولقد بلغ هذا الوصف بالشح الغاية التي لا يبلغها الوهم. وقيل : هو لأهل مكة الذين اقترحوا ما اقترحوا من الينبوع والأنهار وغيرها، وأنهم لو ملكوا، خزائن الأرزاق لبخلوا بها ) قَتُورًا ( ضيقاً بخيلاً. فإن قلت : هل يقدر ) لأمْسَكْتُمْ ( مفعول ؟ قلت : لا ؛ لأن معناه : لبخلتم، من قولك للبخيل ممسك.
) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّى لأَظُنُّكَ يامُوسَى مَسْحُورًا (
الإسراء :( ١٠١ ) ولقد آتينا موسى.....
عن ابن عباس رضي الله عنهما : هي العصا، واليد، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والحجر، والبحر، والطور الذي نتقه على بني إسرائيل. وعن الحسن : الطوفان، والسنون، ونقص الثمرات : مكان الحجر، والبحر، والطور. وعن عمر بن عبد العزيز أنه سأل محمد بن كعب فذكر اللسان والطمس، فقال له عمر : كيف يكون الفقيه إلا هكذا، أخرج يا غلام ذلك الجراب، فأخرجه فنفضه، فإذا بيض مكسور بنصفين، وجوز مكسور،