" صفحة رقم ٨٣ "
وجهه ؟ قلت : هو من قولهم : لا أرينك ههنا.
) اتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (
الأعراف :( ٣ ) اتبعوا ما أنزل.....
اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم ( من القرآن والسنّة ) وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ ( من دون الله ) أَوْلِيَاء ( أي ولا تتلوا من دونه من شياطين الجنّ والإنس فيحملوكم على عبادة الأوثان والأهواء والبدع ويضلوكم عن دين الله وما أنزل إليكم، وأمركم باتباعه. وعن الحسن : يا ابن آدم، أمرت باتباع كتاب الله وسنّة محمد ( ﷺ ). والله ما نزلت آية إلاّ وهو يحب أن تعلم فيم نزلت وما معناها. وقرأ مالك بن دينار :( ولا تبتغوا ) من الابتغاء ) وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلَامِ دِينًا ( ( آل عمران : ٨٥ ). ويجوز أن يكون الضمير في ) مِن دُونِهِ ( لما أنزل، على : ولا تتبعوا من دون دين الله دين أولياء ) قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ( حيث تتركون دين الله وتتبعون غيره. وقرىء :( تذكرون )، بحذف التاء. ( ويتذكرون ) بالياء. و ) قَلِيلاً ( : نصب يتذكرون، أي تذكرون تذكراً قليلاً. و ) مَآ ( مزيدة لتوكيد القلة.
) وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ( ٧ )
الأعراف :( ٤ ) وكم من قرية.....
) فَجَاءهَا ( فجاء أهلها ) بَيَاتًا ( مصدر واقع موقع الحال، بمعنى بائتين. يقال : بات بياتاً حسناً، وبيتة حسنة، وقوله :) هُمْ قَائِلُونَ ( حال معطوفة على ( بياتاً )، كأنه قيل : فجاءهم بأسنا بائتين أو قائلين. فإن قلت : هل يقدر حذف المضاف الذي هو الأهل قبل ) قَرْيَةٌ ( أو قبل الضمير في ) أَهْلَكْنَاهَا ( ؟ قلت : إنما يقدّر المضاف للحاجة ولا حاجة، فإنّ القرية تهلك كما يهلك أهلها. وإنما قدّرناه قبل الضمير في ) فَجَاءهَا ( لقوله ) أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ( فإن قلت : لا يقال : جاءني زيد هو فارس، بغير واو، فما بال قوله :) هُمْ قَائِلُونَ ( ؟ قلت : قدّر بعض النحويين الواو محذوفة، ورده الزجاج وقال : لو قلت جاءني زيد راجلاً، أو هو فارس. أو جاءني زيد هو فارس، لم يحتج فيه إلى واو،


الصفحة التالية
Icon