" صفحة رقم ١٠ "
) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَواةً وَكَانَ تَقِيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً (
مريم :( ١٣ ) وحنانا من لدنا.....
) حنانا ( رحمة لأبويه وغيرهما، وتعطفاً وشفقة. أنشد سيبويه : وَقَالَتْ حَنَانٌ مَا أَتَى بِكَ ههُنَا
أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بِالحَيِّ عَارِفُ
وقيل : حنانا من الله عليه. وحنّ : في معنى ارتاح واشتاق، ثم استعمل في العطف والرأفة، وقيل لله ( حنان ) كما قيل :( رحيم ) على سبيل الاستعارة. والزكاة : الطهارة، وقيل الصدقة، أي : يتعطف على الناس ويتصدّق عليهم.
) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً (
مريم :( ١٥ ) وسلام عليه يوم.....
سلم الله عليه في هذه الأحوال، قال ابن عيينة : إنها أوحش المواطن.
) وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً (
مريم :( ١٦ - ١٧ ) واذكر في الكتاب.....
) إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً ( بدل من ) ابْنَ مَرْيَمَ ( بدل الاشتمال، لأنّ الأحيان مشتملة على ما فيها. وفيه أنّ المقصود بذكر مريم ذكر وقتها هذا، لوقوع هذه القصة العجيبة فيه. والانتباذ : الاعتزال والانفراد، تخلت للعبادة في مكان مما يلي شرقي بيت المقدس، أو من دارها معتزلة عن الناس. وقيل : قعدت في مشرفة للاغتسال من الحيض محتجبة بحائط أو بشيء يسترها، وكان موضعها المسجد، فإذا حاضت تحوّلت إلى بيت خالتها، فإذا طهرت عادت إلى المسجد، فبينا هي في مغتسلها أتاها الملك في صورة آدمي شاب أمرد وضيء الوجه جعد الشعر سويّ الخلق، لم ينتقص من الصورة الآدمية شيئاً. أو حسن الصورة مستوي الخلق، وإنما مثل لها في صورة الإنسان لتستأنس بكلامه ولا تنفر عنه، ولو بدا لها في الصورة الملكية لنفرت ولم تقدر على استماع كلامه. ودلّ على عفافها وورعها أنها تعوّذت بالله من تلك الصورة الجميلة الفائقة الحسن، وكان تمثيله على تلك الصفة ابتلاء لها وسبراً لعفتها. وقيل : كانت في منزل زوج أختها زكريا ولها محراب على حدة تسكنه، وكان زكريا إذا خرج أغلق عليها الباب، فتمنت أن تجد خلوة في الجبل لتفلي رأسها، فانفجر السقف لها فخرجت فجلست في المشرفة وراء الجبل فأتاها الملك. وقيل : قام بين يديها في صورة ترب لها اسمه يوسف من خدم بيت المقدس. وقيل : إنّ