" صفحة رقم ١٣٦ "
حين يفتح السدّ. الحدب : النشز من الأرض. وقرأ ابن عباس رضي الله عنه ( من كل جدث ) وهو القبر، الثاء : حجازية، والفاء : تميمية. وقرىء :) يَنسِلُونَ ( بضم السين ونسل وعسل : أسرع.
) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِىَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ياوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَاذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (
الأنبياء :( ٩٧ ) واقترب الوعد الحق.....
و ) إِذَا ( هي إذا المفاجأة، وهي تقع في المجازاة سادّة مسدّ الفاء، كقوله تعالى :) إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ( ( الروم : ٣٦ ) فإذا جاءت الفاء معها تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد ولو قيل : إذا هي شاخصة. أو فهي شاخصة، كان سديداً ) هِىَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ياوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَاذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ( ضمير مبهم توضحه الأبصار وتفسره، كما فسر الذين ظلموا وأسروا ) يا ويلنا ( متعلق بمحذوف تقديره : يقولون يا ويلنا، ويقولون : في موضع الحال من الذين كفروا.
) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ لَوْ كَانَ هَاؤُلاءِ ءَالِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ (
الأنبياء :( ٩٨ - ١٠٠ ) إنكم وما تعبدون.....
) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ اللَّهِ ( يحتمل الأصنام وإبليس وأعوانه، لأنهم بطاعتهم لهم واتباعهم خطواتهم في حكم عبدتهم. ويصدّقه ما روي :
( ٧٠٠ ) أنّ رسول الله ( ﷺ ) دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، فجلس إليهم فعرض له النضر بن الحارث فكلمه رسول الله ( ﷺ ) حتى أفحمه، ثم تلا عليهم ) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ( الآية، فأقبل عبد الله بن الزبعري فرآهم يتهامسون، فقال : فيم خوضكم ؟ فأخبره الوليد بن المغيرة بقول رسول الله ( ﷺ )، فقال عبد الله : أما والله لو وجدته لخصمته، فدعوه. فقال ابن الزبعري : أأنت قلت ذلك ؟ قال : نعم. قال : قد خصمتك ورب الكعبة. أليس اليهود عبدوا عزيراً، والنصارى عبدوا المسيح، وبنو مليح عبدوا الملائكة ؟ فقال ( ﷺ ) : بل هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك. فأنزل الله تعالى :) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا الْحُسْنَى (


الصفحة التالية
Icon