" صفحة رقم ١٣٧ "
( الأنبياء : ١٠١ ) يعني عزيراً والمسيح والملائكة عليهم السلام. فإن قلت : لم قرنوا بآلهتهم ؟ قلت : لأنهم لا يزالون لمقارنتهم في زيادة غمّ وحسرة، حيث أصابهم ما أصابهم بسببهم. والنظر إلى وجه العدوّ باب من العذاب، ولأنهم قدّروا، أنهم يستشفعون بهم في الآخرة ويستنفعون بشفاعتهم، فإذا صادفوا الأمر على عكس ما قدروا لم يكن شيء أبغض إليهم منهم. فإن قلت إذا عنيت بما تعبدون الأصنام، فما معنى ) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ ( ؟ قلت : إذا كانوا هم وأصنامهم في قرن واحد، جاز أن يقال : لهم زفير، وإن لم يكن الزافرين إلا هم دون الأصنام للتغليب ولعدم الإلباس. والحصب : المحصوب، أي يحصب بهم في النار. والحصب : الرمي. وقرىء بسكون الصاد، وصفاً بالمصدر. وقرىء ( حطب ) و ( حضب ) بالضاد متحركاً وساكناً وعن ابن مسعود : يجعلون في توابيت من نار فلا يسمعون. ويجوز أن يصمهم الله كما يعميهم.
) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَائِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا وَهُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الاٌّ كْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَاذَا يَوْمُكُمُ الَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ (
الأنبياء :( ١٠١ ) إن الذين سبقت.....
) الْحُسْنَى ( الخصلة المفضلة في الحسن تأنيث الأحسن : إمّا السعادة، وإما البشرى بالثواب وإما التوفيق للطاعة، يروى أنّ علياً رضي الله عنه قرأ هذه الآية ثم قال : أنا منهم، وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف، ثم أقيمت الصلاة فقام يجرّ رداءه وهو يقول :) لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا ( والحسيس : الصوت يحس، والشهوة : طلب النفس اللذة. وقرىء :) لاَ يَحْزُنُهُمُ ( من أحزن. و ) الْفَزَعُ الاْكْبَرُ ( قيل : النفخة الأخيرة، لقوله تعالى :) يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّوَرِ فَفَزِعَ مَن فِى السَّمَاواتِ وَمَن فِى الاْرْضِ ( ( النمل : ٨٧ ) وعن الحسن : الانصراف إلى النار. وعن الضحاك : حين يطبق على النار. وقيل : حين يذبح الموت على صورة كبش أملح، أي تستقبلهم ) الْمَلَائِكَةَ ( مهنئين على أبواب الجنة. ويقولون : هذا وقت ثوابكم الذي وعدكم ربكم قد حلّ.
) يَوْمَ نَطْوِى السَّمَآءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( ٧ )
الأنبياء :( ١٠٤ ) يوم نطوي السماء.....