" صفحة رقم ١٤٣ "
رسول الله ( ﷺ ) فلم ير أكثر باكياً من تلك الليلة، فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب، ولم يضربوا الخيام وقت النزول، ولم يطبخوا قدراً، وكانوا من بين حزين وباك ومفكر.
) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَاكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (
الحج :( ٢ ) يوم ترونها تذهل.....
) يَوْمَ تَرَوْنَهَا ( منصوب بتذهل. والضمير للزلزلة. وقرىء ( تذهل كل مرضعة ) على البناء للمفعول : وتذهل كل مرضعة أي : تذهلها الزلزلة. والذهول : الذهاب عن الأمر مع دهشة فإن قلت : لم قيل :) مُرْضِعَةٍ ( دون مرضع ؟ قلت : المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي. والمرضع : التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به فقيل : مرضعة ؛ ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة ) عَمَّا أَرْضَعَتْ ( عن إرضاعها، أو عن الذي أرضعته وهو الطفل وعن الحسن : تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام. قرىء ) وَتَرَى ( بالضم من أريتك قائماً. أو رؤيتك قائماً. و ) النَّاسِ ( منصوب ومرفوع، والنصب ظاهر. ومن رفع جعل الناس اسم ترى، وأنثه على تأويل الجماعة. وقرىء ( سكرى ) و ( بسكرى ) وهو نظير : جوعى وعطشى، في جوعان وعطشان. وسكارى وبسكارى، نحو كسالى وعجالى. وعن الأعمش ( سكرى ) و ( بسكرى ) بالضم، وهو غريب. والمعنى : وتراهم سكارى على التشبيه، وما هم