" صفحة رقم ١٤٦ "
من نقرّ، حتى يولدوا وينشؤا ويبلغوا حد التكليف فأكلفهم. ويعضد هذه القراءة قوله :) ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ ( وحده لأن الغرض الدلالة عل الجنس. ويحتمل : نخرج كل واحد منكم طفلاً. الأشد : كمال القوة والعقل والتمييز، وهو من ألفاظ الجموع التي لم يستعمل لها واحد كالأسدّة والقتود والأباطيل وغير ذلك، وكأنها شدّة في غير شيء واحد، فبنيت لذلك على لفظ الجمع. وقرىء ( ومنكم من يتوفى ) أي يتوفاه الله ) أَرْذَلِ الْعُمُرِ ( الهرم والخرف، حتى يعود كهيئته الأولى في أوان طفولته : ضعيف البنية، سخيف العقل، قليل الفهم، بين أنه كما قدر على أن يرقيه في درجات الزيادة حتى يبلغه حد التمام، فهو قادر على أن يحطه حتى ينتهي به إلى الحالة السفلى ) لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ( أي : ليصير نساء بحيث إذ كسب علماً في شيء لم ينشب إن ينساه ويزل عنه علمه حتى يسأل عنه من ساعته، يقول لك : من هذا ؟ فتقول : فلان، فما يلبث لحظة إلا سألك عنه. وقرأ أبو عمرو : العمر، بسكون الميم. الهامدة : الميتة اليابسة. وهذه دلالة ثانية على البعث، ولظهورها وكونها مشاهدة معاينة، كررها الله في كتابه ) اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ( تحرّكت بالنبات وانتفخت، وقرىء ( ربأت )، أي ارتفعت. البهيج : الحسن السارّ للناظر إليه.
) ذالِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْىِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى الْقُبُورِ (
الحج :( ٦ ) ذلك بأن الله.....
أي : ذلك الذي ذكرنا من خلق بني آدم وإحياء الأرض، مع ما في تضاعيف ذلك من أصناف الحكم واللطائف، حاصل بهذا وهو السبب في حصوله، ولولاه لم يتصور كونه، وهو ) أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ( أي الثابت الموجود، وأنه قادر على إحياء الموتى وعلى كل مقدور، وأنه حكيم لا يخلف ميعاده، وقد وعد الساعة والبعث، فلا بدّ أن يفي بما وعد.
) ومِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ثَانِىَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِى الدُّنْيَا خِزْىٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذالِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلعَبِيدِ (
الحج :( ٨ ) ومن الناس من.....
عن ابن عباس أنه أبو جهل بن هشام. وقيل : كرر كما كررت سائر الأقاصيص.


الصفحة التالية
Icon