" صفحة رقم ١٤٧ "
وقيل : الأوّل في المقلدين، وهذا في المقلدين. والمراد بالعلم : العلم الضروري. وبالهدى : الاستدلال والنظر ؛ لأنه يهدي إلى المعرفة. وبالكتاب المنير : الوحي، أي يجادل بظن وتخمين، لا بأحد هذه الثلاثة. وثنى العطف : عبارة عن الكبر والخيلاء، كتصغير الخدّ وليّ الجيد. وقيل : عن الإعراض عن الذكر. وعن الحسن : ثاني عطفه، بفتح العين، أي : مانع تعطفه ) لِيُضِلَّ ( تعليل للمجادلة. قرىء بضم الياء وفتحها. فإن قلت : ما كان غرضه من جداله الضلال ) عَن سَبِيلِ اللَّهِ ( فكيف علل به ؟ وما كان أيضاً مهتدياً حتى إذا جادل خرج بالجدال من الهدى إلى الضلال ؟ قلت : لما أدّى جداله إلى الضلال، جعل كأنه غرضه، ولما كان الهدى معرضاً له فتركه وأعرض عنه وأقبل على الجدال بالباطل، جعل كالخارج من الهدى إلى الضلال. وخزيه : ما أصابه يوم بدر من الصغار والقتل، والسبب فيما مني به من خزي الدنيا وعذاب الآخرة : هو ما قدمت يداه، وعدل الله في معاقبته الفجار وإثابته الصالحين.
) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَةَ ذالِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ ذالِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (
) عَلَى حَرْفٍ (
الحج :( ١١ ) ومن الناس من.....
) على حرف ( على طرف من الدين لا في وسطه وقلبه. وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم، لا على سكون وطمأنينة، كالذي يكون على طرف من العسكر، فإن أحسّ بظفر وغنيمة قرّ واطمأن، وإلا فرّ وطار على وجهه. قالوا : نزلت في أعاريب قدموا المدينة، وكان أحدهم إذا صح بدنه ونتجت فرسه مهراً سرياً، وولدت امرأته غلاماً سوياً، وكثر ماله وما شيته قال : ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلا خيراً، واطمأن. وإن كان الأمر بخلافه قال : ما أصبت إلا شراً، وانقلب وعن أبي سعيد الخدري ؛
( ٧٠٤ ) أن رجلاً من اليهود أسلم فأصابته مصائب، فتشاءم بالإسلام، فأتى النبي ( ﷺ ) فقال : أقلني، فقال ( إنّ الإسلام لا يقال : فنزلت. المصاب بالمحنة بترك