" صفحة رقم ١٥٨ "
ذهب. وكان ابن عمر يسوق البدن مجللة بالقباطي فيتصدّق بلحومها وبجلالها، ويعتقد أن طاعة الله في التقرّب بها وإهدائها إلى بيته المعظم أمر عظيم لا بدّ أن يقام به ويسارع فيه ) فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ( أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، فحدفت هذه المضافات، ولا يستقيم المعنى إلاّ بتقديرها، لأنه لا بد من راجع من الجزاء إلى ) مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ( ليرتبط به، وإنما ذكرت القلوب لأنها مراكز التقوى التي إذا ثبتت فيها وتمكنت ظهر أثرها في سائر الأعضاء. ) إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ( إلى أن تنحر ويتصدّق بلحومها ويؤكل منها. و ) ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( للتراخي في الوقت. فاستعيرت للتراخي في الأحوال. والمعنى : أن لكم في الهدايا منافع كثيرة في دنياكم ودينكم، وإنما يعتدّ الله بالمنافع الدينية، قال سبحانه :) تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الاْخِرَةَ ( ( الأنفال : ٦٧ ) وأعظم هذه المنافع وأبعدها شوطاً في النفع : محلها إلى البيت ( أي وجوب نحرها. أو وقت وجوب نحرها في الحرم منتهية إلى البيت، كقوله :) ( أي وجوب نحرها. أو وقت وجوب نحرها في الحرم منتهية إلى البيت، كقوله :) هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ ( والمراد نحرها في الحرم الذي هو في حكم البيت ؛ لأن الحرم هو حريم البيت. ومثل هذا في الاتساع قولك : بلغنا البلد، وإنما شارفتموه واتصل مسيركم بحدوده. وقيل : المراد بالشعائر : المناسك كلها، و ) مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( يأباه.
) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاٌّ نْعَامِ فَإِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَآ أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِى الصَّلَواةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (
الحج :( ٣٤ ) ولكل أمة جعلنا.....
شرع الله لكل أمّة أن ينسكوا له : أي يذبحوا لوجهه على وجه التقرّب، وجعل العلة في ذلك أن يذكر اسمه تقدست أسماؤه على النسائك : قرىء ) مَنسَكًا ( بفتح السين وكسرها، وهو مصدر بمعنى النسك، والمكسور يكون بمعنى الموضع ) فَلَهُ أَسْلِمُواْ ( أي أخلصوا له الذكر خاصة، واجعلوه لوجهه سالماً، أي : خالصاً لا تشوبوه بإشراك.
المخبتون : المتواضعون الخاشعون، من الخبث وهو المطمئن من الأرض. وقيل : هم الذين لا يظلمون، وإذا ظلموا لم ينتصروا. وقرأ الحسن :) الَّذِينَ إِذَا (