" صفحة رقم ١٨٨ "
أَرْسَلْتُ فِيهَا مُصْعَباً ذَا إقْحَامْ ;
وقد جاء ( بعث ) على ذلك في قوله :) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً ( ( الفرقان : ٥١ ). ) أَنِ ( مفسرة لأرسلنا، أي : قلنا لهم على لسان الرسول :) اعْبُدُواْ اللَّهَ (.
) وَقَالَ الْمَلأ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الاٌّ خِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِى الْحَيواةِ الدُّنْيَا مَا هَاذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ (
المؤمنون :( ٣٣ ) وقال الملأ من.....
فإن قلت : ذكر مقال قوم هود في جوابه في سورة الأعراف وسورة هود بغير واو :) قَالَ الْمَلا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ ( ( الأعراف : ٦٦ )، ) قَالُواْ يأَبَانَا هُودٍ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ ( ( هود : ٥٣ ) ههنا مع الواو، فأي فرق بينهما ؟ قلت : الذي بغير واو على تقدير سؤال سائل قال : فما قال قومه ؟ فقيل له : قالوا كيت وكيت. وأما الذي مع الواو، فعطف لما قالوه على ما قاله. ومعناه : أنه اجتمع في الحصول هذا الحق وهذا الباطل، وشتان ما هما ) بِلِقَاء الاْخِرَةِ ( بلقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب، كقولك : يا حبذا جوار مكة : أي جوار الله في مكة.
حذف الضمير، والمعنى : من مشروبكم، أو حذف منه لدلالة ما قبله عليه ) إِذاً ( واقع في جزاء الشرط وجواب للذين قاولوهم من قومهم، أي : تخسرون عقولكم وتغبنون في آرائكم.
) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتٌّ مْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (
المؤمنون :( ٣٥ ) أيعدكم أنكم إذا.....
ثنى ) إِنَّكُمْ ( للتوكيد، وحسن ذلك لفصل ما بين الأوّل والثاني بالظرف. ومخرجون : خبر عن الأول. أو جعل ) أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ ( مبتدأ، و ) إِذَا مِتٌّ مْ ( خبراً، على معنى : إخراجكم إذا متم، ثم أخبر بالجملة عن إنكم، أو رفع إنكم مخرجون ( بفعل