" صفحة رقم ١٩٠ "
قوله تعالى :) فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى ( ( الأعلى : ٥ ) وقد جاء مشدّداً في قول امريء القيس : مِنَ السَّيْلِ وَالْغُثَّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ ;
بعداً، وسحقاً، ودفراً ونحوها ؛ مصادر موضوعة مواضع أفعالها، وهي من جملة المصادر التي قال سيبويه : نصبت بأفعال لا يستعمل إظهارها. ومعنى ) بُعْدًا ( : بعدوا، أي : هلكوا يقال : بعد بعداً وبعداً، نحو رشد رشداً ورشداً. و ) لّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( بيان لمن دعي عليه بالبعد، نحو :) هَيْتَ لَكَ ( ( يوسف : ٢٣ ). و ) لِمَا تُوعَدُونَ ( ( المؤمنون : ٣٦ ).
) ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً ءَاخَرِينَ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأخِرُونَ (
المؤمنون :( ٤٢ ) ثم أنشأنا من.....
) قُرُوناً ( قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : بني إسرائيل ) أَجَلُهَا ( الوقت الذي حدّ لهلاكها وكتب.
) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ (
المؤمنون :( ٤٤ ) ثم أرسلنا رسلنا.....
) تتراً ( فعلى : الألف للتأنيث ؛ لأن الرسل جماعة. وقرىء :( تترىً )، بالتنوين، والتاء بدل من الواو، كما في : تولج، وتيقور، أي : متواترين واحداً بعد واحد، من الوتر وهو الفرد : أضاف الرسل إليه تعالى وإلى أممهم ) جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالّبَيّنَاتِ ( ( المائدة : ٣٢ ) ) وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيّنَاتِ ( ( الأعراف : ١٠١ ) لأنّ الإضافة تكون الملابسة، والرسول ملابس المرسل والمرسل إليه جميعاً ) فَأَتْبَعْنَا ( الأمم أو القرون ) بَعْضُهُم بَعْضاً ( في الإهلاك ) وَجَعَلْنَاهُمْ ( أخباراً يسمر بها ويتعجب منها. الأحاديث : تكون اسم جمع للحديث. ومنه : أحاديث رسول الله ( ﷺ ). وتكون جمعاً للأحدوثة : التي هي مثل الأضحوكة والألعوبة والأعجوبة. وهي : مما يتحدّث به الناس


الصفحة التالية
Icon